مجلس حكماء المسلمين يكشف دور التعليم في تعزيز الحوار الإسلامي

نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثقافية والمعرفية بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34، ندوة بعنوان: "دور المؤسسات التعليمية في نشر الوعي بأهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي"، قدَّمها سعادة الدكتور خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومعالي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الأسبق في جمهورية مصر العربية.
في مستهل الندوة، أكَّد الدكتور خليفة الظاهري أن العلوم الإنسانية تمثِّل الأساس الفكري الذي تُبنى عليه الدول والحضارات، لما تحمله من قيم وأخلاق ومعان سامية، قائلًا: إن العلوم الإنسانية اليوم تشمل علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة، وهي أساس التطور الحضاري، ومن الضروري حضورها الفاعل في مشهدنا الثقافي والمعرفي.

وأشار الظاهري إلى أن الحوار الإسلامي–الإسلامي يشكل دعامة أساسية لتعزيز التفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة، لافتًا إلى أهمية تجاوز الخلافات التاريخية التي أودت بأرواح بريئة، لصالح خطاب يجمع ولا يفرِّق، معتبرًا أن قيم مثل الرحمة والعدل هي القاسم المشترك بين كل الأديان والمذاهب، التي يجب تعليمها للأجيال والنشء، قائلًا: "إن صوت السلام يجب أن يعلو فوق كل الأصوات، وعلينا أن نواصل مسيرة القيم والحوار دون الالتفات إلى دعاة الفتن".
وأشاد مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبجهود الأمين العام للمجلس سعادة المستشار محمد عبد السلام، في نشر وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش الإنساني، موضحًا أن مجلس حكماء المسلمين يُعدُّ اليوم رائدًا في مجال الحوار، سواء على مستوى الحوار بين الأديان أم داخل المذاهب الإسلامية. وقال: “المجلس اضطلع بدور محوري في رعاية وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تُعد من أهم الوثائق في تاريخ الحوار الديني، والتي وُقِّعت في أبوظبي عام 2019 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وشكَّلت نقلة نوعية في تعزيز العلاقات الإسلامية-المسيحية.
وقال الظاهري: "كما يحرص فضيلة الإمام الطيب على دعم الحوار الإسلامي-الإسلامي من خلال مبادرات رائدة، من أبرزها وثيقة ‘نداء أهل القبلة’، التي تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب الإسلامية المختلفة والعمل على وحدة الصف الإسلامي".
من جانبه أكد الدكتور طارق شوقي أن تطوير المناهج التربوية يجب أن يرتكز على ترسيخ القيم منذ سن الطفولة، مشيرًا إلى أن أبرز تحدٍّ يواجهنا اليوم يكمن في التغير السريع للزمن، وتنامي الفجوة بين الأجيال. فلا يمكننا تطبيق المناهج التي كانت تدرس سابقًا على جيل *ألفا*، موضحًا أنه لا بد أن يقتنع المعلم والأهل قبل الطالب بالمناهج الجديدة."

ودعا وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري الأسبق إلى مراجعة شاملة لما يُقدَّم للأطفال، وتوسيع نطاق المبادرات التي تُرسِّخ الهوية واللغة، قائلًا: "الاستثمار في الثروة البشرية هو الاستثمار الأهم، ولا بد من إعلام واعٍ يساند هذه الجهود."
معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يقدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في جناح رقم 10C35 قاعة رقم 10.