أمانة صعيدي.. سائق توك توك يعيد 425 ألف جنيه لصاحبها بسوهاج

في مدينة طهطا الواقعة شمالي محافظة سوهاج، لم يكن يوم الشاب حمدي السيد 36 عامًا كسائر أيامه العادية في قيادة التوك توك، إذ شاءت الأقدار أن يواجه موقفًا نادرًا يختبر فيه ضميره الحي ومعدنه الأصيل، ورغم صعوبة الحياة وقسوة الظروف التي يمر بها، اختار حمدي أن يكون وفيًا لقيمه، مقدّمًا مثالًا يحتذى به في الأمانة والشرف.
بدأت القصة عندما أنهى حمدي توصيل أحد الركاب الذي استقل معه المركبة من أمام بنك مصر بشارع محمد فريد بمدينة طهطا متجهًا به لناحية قرية الخزندارية غرب، ليكتشف بعد نزوله وجود كيسًا أسود تركه خلفه في التوك توك، وعند تفقده للكيس، صُدم حين وجد بداخله مبلغًا ماليًا كبيرًا فئة ال100 وال200 جنيهًا، عليها تغليف البنك، مبلغ قد يراه الكثيرون فرصة لا تعوّض، خصوصًا لشاب يعمل سائقًا ويعيش بالكاد على قوت يومه.
لكن حمدي لم يتردد لحظة، ولم يفكر في كيفية إنفاق المال، ولا في أحلام مؤجلة كان يمكن لهذا المبلغ أن يحققها، فكر فقط في الأمانة، وفي أن المال ليس له، بل هناك من فقده ويعيش الآن في قلق شديد، وعلى الفور بدأ محاولات الشاب في معرفة صاحب الكيس خاصة أنه ركب معه عدة زبائن قبل أن يكتشف كيس النقود خلف الكنبة التي يجلس عليها الزبون، إلى أن توصل لصاحب المبلغ، ليجده في حالة كرب شديدة.
وعندما التقى به، سلّمه كيس الفلوس كاملًا، مشيرًا إلى أنه لم يصدق أن الفلوس ستعود إليه أو يعثر عليها خاصة أنه لا يعرف سائق التوك توك، ليؤكد له صاحب الفلوس أن المبلغ الذي بداخل الكيس هو 425 ألف جنيه، ورفض حمدي السيد أن يأخذ أي مقابل أو مكافأة مالية على أمانته وإعادة الفلوس.
وقال سائق التوك الأمين "أنا ممكن أكون محتاج، بس عمري ما هاكل قرش مش بتاعي، الفلوس دي أمانة وكان لازم ترجع لصاحبها"، مؤكدًا "اللي مش بتاعي ما ينفعنيش".
ولاقى تصرف حمدي السيد ابن قرية شطورة استحسان وإعجاب الجميع خاصة بعد انتشار قصته على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.