يشتت الإنتباه.. أخصائي تغذية يوضح مخاطر غير متوقعة لـ "رغيف الفينو"
يحذر الخبراء من الإفراط في تناول "العيش الفينو" لاحتوائه على السكر الأبيض، حيث يؤثر سلبا على الصحة بصورة عامة، لكونه يحتوي على الدقيق الأبيض ومركبات ضارة، قد يترتب على تراكمها في الجسم الإصابة بأمراض مزمنة.
مخاطر السكر الأبيض
يوضح الدكتور سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، عبر حسابه الشخصي بتطبيق فيسبوك، كيف أن الاستهلاك المفرط للسكر الأبيض المكرر قد تحول إلى وباء صامت يدمر صحة الإنسان تدريجيًا. يبدأ تأثير هذا السم بتدمير الجهاز الهضمي، حيث يعتبر السبب الرئيسي في التهاب جدار المعدة وزيادة فرص الإصابة بالبكتيريا الحلزونية، تلك الكائنات الدقيقة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقرحة المعدة والتهاباتها المزمنة.
تحذير من رغيف الفينو
ولا يتوقف تأثير السكر الأبيض الذي يصنع منه "الفينو" عند هذا الحد، بل يمتد ليطال الجهاز المناعي، لذلك ينبغي التوقف عن تناول “الفينو”، حيث يشير الدكتور سلامة أن السكر المكرر يعمل على إحداث خلل في استجابة الجهاز المناعي، مما يجعله يهاجم خلايا الجسم السليمة، مؤديًا إلى تفاقم هذه الأمراض المزمنة.
ويحذر الدكتور سلامة بشدة من تأثير السكر الأبيض على الأطفال، مشيرًا إلى أنه السبب الأكبر للإصابة بمقاومة الأنسولين في هذه الفئة العمرية. يؤدي الاستهلاك المفرط للسكر إلى إجهاد البنكرياس لإنتاج كميات كبيرة من الأنسولين، مما يفقد الخلايا حساسيتها لهذا الهرمون الهام، وهو ما يمهد الطريق للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في سن مبكرة.
وعلى صعيد الأعضاء الحيوية، يصف الدكتور سلامة السكر الأبيض بأنه "مدمر البنكرياس وقاهر الكبد". يعمل الاستهلاك المفرط للسكر على إرهاق خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، ومع مرور الوقت قد يؤدي إلى تلفها وفقدان وظيفتها. أما الكبد، فيتحمل العبء الأكبر للتخلص من السكر الأبيض ، حيث يقوم بتحويلها إلى دهون، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، وهو حالة مرضية خطيرة يمكن أن تتطور إلى التهاب وتليف في الكبد.
ويشير الدكتور سلامة إلى تأثير آخر مدمر للسكر الأبيض، واصفًا إياه بأنه "قنبلة بتفرقع في الغدة الدرقية". يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين، وهو ما قد يؤثر سلبًا على وظائف الغدة الدرقية، تلك الغدة الصغيرة المسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة.
ولم يغفل الدكتور سلامة التأثير السلبي للسكر الأبيض على الصحة العقلية للأطفال، مؤكدًا أنه "سبب أساسي في تشتت الانتباه وعدم التركيز والعصبية". يؤدي ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ إلى تقلبات في الطاقة والمزاج، مما يؤثر على قدرة الأطفال على التركيز والتعلم، ويزيد من عصبيتهم وسلوكهم المفرط.
وفي نهاية حديثه، ينتقد الدكتور سلامة الدور الذي يلعبه السكر الأبيض في خدمة مصالح محلات الوجبات الجاهزة والأطباء على حد سواء. يرى أن هذه المحلات تعتمد على السكر كمكون أساسي لزيادة شهية المستهلكين وتشجيعهم على تناول المزيد، بينما يساهم الاستهلاك المفرط للسكر في زيادة أعداد المرضى الذين يترددون على عيادات الأطباء لعلاج الأمراض الناجمة عنه.
ويختتم الدكتور عماد سلامة حديثه بنصيحة قوية ومباشرة: "لو بطلته أسبوعين بس هو وإخواته الأطعمة والمشروبات السكرية المصنعة شوف حياتك هتتغير إزاي". يدعو الدكتور سلامة الأفراد إلى تجربة التخلي عن السكر الأبيض ومشتقاته لمدة قصيرة لملاحظة التحسنات الجذرية في صحتهم ومستويات طاقتهم ومزاجهم، مؤكدًا أن التخلص من هذا "السم الأبيض" هو الخطوة الأولى نحو حياة أكثر صحة وعافية.
