مناورات قرب المدار الجغرافي الثابت
توتر فضائي جديد.. قمر صناعي أمريكي يقترب من أقمار عسكرية صينية

أفادت تقارير بأن قمرًا صناعيًا تابعًا لقوة الفضاء الأمريكية أجرى اقترابات قريبة من قمرين صناعيين صينيين خلال الأيام الأخيرة من أبريل، في أحدث فصول التنافس الفضائي المتزايد بين القوتين العظميين. ووفقًا لشركة COMSPOC الأمريكية المتخصصة في مراقبة الفضاء، نفذ القمر الصناعي "USA 324" عمليتي اقتراب على مسافة تقارب 17 كيلومترًا و12 كيلومترًا من القمرين الصينيين "TJS-16" و"TJS-17" في 26 و29 أبريل على التوالي.
أهداف المراقبة والتحليل
يُستخدم القمر الصناعي "USA 324"، الذي أُطلق في يناير 2022، ضمن برنامج "الوعي الظرفي الفضائي" لقوة الفضاء الأميركية (GSSAP)، والذي يتيح للأقمار الأميركية مراقبة وتقييم الأجسام الفضائية من المدار الجغرافي الثابت على ارتفاع يزيد عن 35 ألف كيلومتر. وتقول القوة إن هذه التحركات تُصنف ضمن عمليات "الالتحام والاقتراب المداري" بهدف تعزيز الوعي الفضائي ومراقبة أي أنشطة غير معتادة.
الصين: تجارب اتصالات.. أم مهام عسكرية؟
في المقابل، أُطلق القمران الصناعيان الصينيان خلال مارس وأبريل الماضيين في إطار برنامج "تجربة تقنية الاتصالات" (Tongxin Jishu Shiyan). ورغم إعلان الصين أنهما مخصصان لاختبار تقنيات الاتصالات، يشكك محللون غربيون في هذه الرواية، معتبرين أن الأقمار قد تُستخدم في عمليات فحص مداري سرية لدعم الجيش الصيني.
خبراء ينتقدون ازدواجية المعايير
علق عالم الفيزياء الفلكية، جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية، عبر منصة "إكس" قائلاً: "لا أعترض على هذه المناورات من جانب الولايات المتحدة، لكن أعترض على اعتراضها حينما تقوم دول أخرى بالمثل".
تساؤلات حول الخطوة المقبلة
لم يصدر بعد تعليق رسمي من وزارتي الدفاع الأميركية أو الصينية بشأن الحادثة، كما لم تتضح الأسباب الدقيقة وراء اقتراب القمر الصناعي الأمريكي من نظيريه الصينيين. لكن يُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من المناورات الفضائية المتبادلة في ظل سباق التسلح التكنولوجي الذي يتسارع في الفضاء الخارجي.
صراع النفوذ في الفضاء
تزايدت مؤخرًا المؤشرات على تحوّل الفضاء الخارجي إلى ساحة مواجهة جديدة بين الولايات المتحدة والصين، ليس فقط في مجال الأبحاث والاستكشافات المدنية، بل في إطار صراع عسكري-استراتيجي على النفوذ والمعلومات. وتُظهر المناورات المدارية بين الأقمار الصناعية رغبة كل طرف في اختبار حدود الآخر، وتقديم رسائل ضمنية بشأن قدراته على المراقبة والردع الفضائي.