عمليات أمنية متصاعدة
الحرس الثوري يعلن اعتقال وقتل 250 مسلحًا في بلوشستان

قال قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باكبور، إن قواته اعتقلت 150 مسلحًا وقتلت 100 آخرين منذ نوفمبر الماضي، خلال عمليات مكافحة الإرهاب في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.
خلفية الهجمات
وخلال كلمة له في مراسم تأبين عناصر أمنية قُتلوا في حادث أمني يوم 6 أبريل 2024 بمدينة راسك، أشار باكبور إلى أن جميع المسلحين الـ18 الذين لقوا مصرعهم في الهجومين على مدينتي راسك وتشابهار كانوا "أجانب متنكرين في هيئة مهربين وقود"، وقد أخفوا أسلحة داخل حاويات الوقود.
اعترافات ميدانية
وأوضح أن اعترافات المتعاونين المعتقلين دعمت هذا السيناريو، مؤكدًا ضرورة وعي السكان المحليين بخطورة تسلل الأجانب متخفين كمقيمين في المنطقة. كما شدد على أهمية الامتناع عن تأجير المنازل لأشخاص مجهولين قد يستغلونها لتهديد الأمن.
اعتقالات واسعة في جوهركوه
وفي سياق منفصل، كشف باكبور عن عملية أمنية في منطقة "جوهركوه" أسفرت عن اعتقال أكثر من 150 عنصرًا مسلحًا، بينما تم القضاء على 100 آخرين في المواجهات. وذكر أن بعض المعتقلين أقروا بأنهم تلقوا تعليمات من أحد الهاربين المنضمين لقوات مناهضة للحكومة في الخارج، وهو من سكان راسك سابقًا.
تحذيرات للمجتمع المحلي
وحذّر القائد العسكري من مغبة التعامل مع عناصر معادية للنظام، داعيًا المجتمع إلى رفض محاولات زرع الفوضى وتقويض استقرار الإقليم. وأضاف: "يجب أن نتكاتف لحماية منطقتنا من أي اختراق أجنبي أو إرهاب منظم".
تكريم أسر الضحايا
في ختام كلمته، أكد باكبور التزام المؤسسة العسكرية بدعم أسر الضحايا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل أمن الوطن، قائلاً: "من واجبنا جميعًا الوقوف إلى جانب عائلات الشهداء الذين قدموا أرواح أحبائهم دفاعًا عن البلاد".
موقع استراتيجي حساس
تُعد محافظة سيستان وبلوشستان من أكثر المناطق حساسية في إيران، نظرًا لامتدادها الحدودي مع باكستان وأفغانستان، مما يجعلها مسرحًا لنشاط جماعات مسلحة ومهربين يعبرون الحدود بشكل غير شرعي. وتتهم طهران مرارًا جماعات متطرفة، بعضها انطلق من الأراضي الباكستانية، بشن هجمات داخل حدودها، ما يضيف بعدًا إقليميًا للصراع في هذه المنطقة.
دور الجماعات الانفصالية
تشير تقارير أمنية سابقة إلى وجود جماعات انفصالية تنشط في الإقليم، أبرزها "جيش العدل" الذي أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات السابقة ضد القوات الإيرانية. وتُتهم هذه الجماعات بتلقي دعم خارجي، وهو ما تعتبره السلطات الإيرانية تدخلًا في شؤونها الداخلية وتهديدًا مباشرًا لسيادتها الوطنية.