خطيب الجمعة: الانتحار جريمة في حق النفس التي أمر الله بصيانتها

حذر الدكتور أحمد عبدالهادي خطيب الجمعة، أحد أئمة مسجد السيدة زينب من الانتحار وإزهاق النفس، واصفا ذلك بأنه جريمة في حق النفس التي أمر الله سبحانه وتعالى بصيانتها.
جريمة في حق النفس التي أمر الله سبحانه وتعالى بصيانتها
وقال خطيب الجمعة: تأملوا قول الله تعالى في كتابه الكريم «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، أي و أحسنوا إلى الله في أنفسكم أحسنوا إلى الله في أبدانكم أحسنوا إلى الله في أعمالكم أحسنوا إلى الله في كل نعمة أنعم الله سبحانه وتعالى بها عليكم ويقول تعالى «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا».
وقال خطيب الجمعة: فإذا نزل بالإنسان بلاء فليهرع إلى رب الأرض والسماء بالدعاء والرجاء فالله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين وهو رب العالمين وهو أرحم بالعبد من الأم بوليدها، والدنيا دار بلاء وابتلاء والله تعالى يقول في كتابه « ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون» ويقول تعالى «لقد خلقنا الإنسان في كبد» فإذا نزل بالإنسان بلاء أو ضر فلا يأخذ حبة موت ولا يأخذ حبة قتل بل يأخذ حبة أمل ورجاء في ملك الملوك ورب الأرباب وليعلم أن الصبر له خير، فالله تعالى يقول «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ».
ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»
ولله در القائل:
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ
وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَةَ القَلْبِ الشَجيِّ
وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
فَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ
إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيّ
واختتم خطيب الجمعة خطبته بالدعاء: يارب صبرنا والمسلمين فيما جرى به المقدور اللهم لا تدع لنا في جمعنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيت ولا مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته ولا طالب علم إلا وفقته ولا ضالا إلا هديت ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما مكرمًا يا رب العالمين ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسرتها لنا يا رب العالمين اللهم اجعل مصر بلدا الأمن والأمان والسلامة والاطمئنان اجعلها يا ربنا في أمنك وأمانك وضمناك إلى يوم الدين وارفع رايتها في العالمين.