عاجل

خطيب الجمعة بمسجد السيدة زينب: الرسول غرس فينا حب الخير للعباد والبلاد

خطيب مسجد السيدة
خطيب مسجد السيدة زينب

قال الدكتور أحمد عبد الهادي،  أحد أئمة مسجد السيدة زينب في خطبة الجمعة بمسجدها المبارك بالقاهرة: علمنا الإسلام الحنيف أن العمل عبادة وأن إتقان العمل عبادة أخرى، يقول سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». 

نيل رضا الله 

أضاف خطيب الجمعة: كما علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أيضا أن ما نزرعه وما نغرسه بأيدينا قد لا نجني ثمرا له لكن يكفي أن ننال به رضا مولانا سبحانه وتعالى وأن نسعد به غيرنا وأن ننفع به أمتنا وأوطاننا.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث« خير الناس أنفعكم للناس»، فإن الذي يغرس ويزرع وهو يعلم أنه لا يدرك ثمرة ذلك بيده إنما يزرع إيمانا بالأمل إيمانا بعمارة الأرض إيمانا برسالة الإنسان التي خلقه الله تعالى لأجلها، ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها» أي طلب منكم عمارتها أي طلب منكم النفع فيها . 

تابع خطيب الجمعة: من أعظم وجوه النفع أن نزرع الخير بأيدينا ليأكله غيرنا ولو لم نحصده بأيدينا «يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة» وتأملوا حديث سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أحدكم أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها»، فالساعة إن قامت ا لن ينتفع الزارع من زرعه بينما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرس فينا حب النفع والخير لعباد ولبلاد جميعهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى يحثنا صلى الله عليه وسلم أن نستغل كل لحظة من لحظات حياتنا بالعمل الجاد المتقن.

أضاف خطيب الجمعة:  تأملوا في قوله صلى الله عليه وسلم «وبيد أحدكم فسيلة»، الفسيلة هذه هي النخلة الصغيرة التي تحتاج لسنوات حتى تثمر ومع ذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغرسها بأيدينا حتى ولو لم ندرك لها ثمرة بين أيدينا لأن الثمرة الكبرى والعظمى عند مولانا سبحانه وتعالى لا ينقطع أجرها عن العبد في ميزان حسناته إلى أن تقوم الساعة. 

قال صلى الله عليه وسلم في الحديث سبع يجري للعبد أجرهن بعد موته في قبره منها من زرع نخلا ومنها من كرى نهرا وزرع النخيل والأشجار في ديننا شيء عظيم فكم من شجرة، وكم من نخلة زرعها لنا آباؤنا وأجدادنا ولا زلنا ننعم بخيرها إلى الآن، فكما زرع لنا آباؤنا وأجدادنا فلنزرع كذلك لأبنائنا ولأحفادنا ولأمتنا من بعدنا.

تم نسخ الرابط