عاجل

أمينة الفتوى بدار الإفتاء تحذّر: تعنيف الأطفال لأداء الصلاة مخالف للشريعة

د زينب السعيد
د زينب السعيد

أوضحت دكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن تعنيف الأبناء لإجبارهم على أداء الصلاة لا يجوز شرعًا، وقد يُوقع الوالدين في الإثم، لا سيما إن تسبب في أذى نفسي أو بدني للطفل.

ضوابط الشريعة لتعليم الصلاة

وأشارت السعيد من برنامج "حواء " المذاع على قناة الناس أن الشريعة الإسلامية وضعت منهجًا واضحًا لتعليم الأطفال الصلاة، يبدأ بـالترغيب والتدريب عند سن السابعة، بينما يُسمح باستخدام وسيلة تنبيه خفيفة بعد بلوغ سن العاشرة عند التقصير، شريطة أن تكون غير مؤذية.

وأوضحت أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر”، لا يعني الإيذاء أو العنف، بل يشير إلى التنبيه غير المؤلم.

التربية بالرحمة لا بالعقاب

وأكدت  أن الضرب المؤذي محرم شرعًا، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، وخاصة إذا كان على الوجه أو يترك أثرًا. فالإسلام يدعو إلى الرعاية والرحمة كأساس لتربية الأبناء، وليس إلى الترهيب والعقاب البدني.

غرس حب الصلاة بالترغيب

ودعت أولياء الأمور إلى تشجيع الأطفال على الصلاة بالمدح والمكافآت الرمزية، مشيرة إلى أن القدوة الحسنة في التزام الوالدين تُعد من أقوى وسائل التربية: “إذا نشأ الطفل على رؤية والديه ملتزمين بالصلاة، فإنه غالبًا سيقلدهما دون ضغط.”

تنبيه هام للآباء والأمهات

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن تعنيف الطفل أو ضربه بما يسبب له أذى يُعد معصية، داعية الآباء إلى الحكمة في التربية، وفهم طبيعة الطفل النفسية كمدخل لغرس حب الطاعة والصلاة

نهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم الصغار وتربيتهم

النبي لم يكن مربيًا فقط، بل كان معلمًا حكيمًا يُراعي مشاعر الصغار واحتياجاتهم النفسية، ويغرس فيهم الإيمان والخلق بالرحمة والتشجيع.

1. التعليم بالقدوة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّم من خلال سلوكه، لا بمجرد الكلام.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقمتُ لأصلي معه، فوقفتُ عن يساره، فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه.”
(رواه البخاري).


الدلالة: تعليم الطفل عمليًا كيفية الصلاة، دون تعنيف، بل بتصحيح رقيق وفعّال.

2. التربية بالرحمة واللين:

كان رفيقًا بالأطفال، لا يُقابل الخطأ بالغضب، بل بالتوجيه الهادئ.
دخل أعرابي المسجد وبال فيه، فقام الصحابة ليمنعوه، فقال النبي: “دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من ماء، فإنما بُعثتم ميسّرين ولم تُبعثوا معسرين.”
(رواه البخاري)
الدلالة: تحمُّل الخطأ في سبيل التعليم، والاهتمام بمشاعر الجاهل أو الصغير.

3. التشجيع وإعطاء المسؤولية:

كان النبي يُشعر الأطفال بالقيمة ويكلفهم بمسؤوليات مناسبة لأعمارهم.
كان يُلقب أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو غلام صغير، بـ”يا ذا الأذنين”، وكان يرسله في مهام ويمازحه.
الدلالة: غرس الثقة بالنفس، وتشجيع الطفل على المشاركة وتحمل المسؤولية.

4. التوجيه الإيماني المبكر:

كان يربط الأطفال بالله، ويُغرس فيهم التوحيد من سن صغيرة.
قال لابن عباس وهو غلام: “يا غلام، إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك… إذا سألت فاسأل الله.”
(رواه الترمذي)
الدلالة: تعليم العقيدة والتوكل منذ الصغر بلغة بسيطة وعميقة.

5. مراعاة الفروق العمرية والنفسية:

لم يكن يعامل الأطفال كلهم بنفس الطريقة، بل بما يناسب قدراتهم.
كان الحسن والحسين يركبان ظهر النبي أثناء سجوده، فيُطيل السجود حتى ينزلا دون أن يُزعجهما.
الدلالة: فهم نفسيات الأطفال واحترام لعبهم البريء حتى أثناء العبادة.

6. المزاح البريء وإدخال السرور:

كان النبي يُمازح الأطفال ولا يعبس في وجوههم.
كان يقول لأحد الصغار: “يا أبا عمير، ما فعل النُّغير؟” (طائر صغير كان يلعب به).
(رواه البخاري)
الدلالة: الدخول إلى عالم الطفل بذكاء، وبناء علاقة حنونة ومحببة.

تم نسخ الرابط