توتر أمريكي–إيراني يعرقل المفاوضات النووية.. وعُمان تعلن تأجيل المحادثات

نفت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، مشاركتها في جولة رابعة من المحادثات النووية مع إيران كانت مقررة السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، حسبما نقلت وكالة "رويترز"، وسط تصاعد في التوترات السياسية وتبادل الاتهامات بين الجانبين.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستواصل المشاركة في المفاوضات النووية بجدية وحزم، رغم ما وصفته بـ"السلوك المتناقض والتصريحات الاستفزازية" الصادرة عن مسؤولين أمريكيين، وذلك بعد أن فرضت واشنطن حزمة جديدة من العقوبات المرتبطة بقطاع النفط الإيراني.
تأجيل الجولة لأسباب لوجستية
وفي هذا الإطار، صرّح وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، الذي تلعب بلاده دور الوسيط في المحادثات بين طهران وواشنطن، بأن الجولة التي كانت مقررة هذا الأسبوع قد تم تأجيلها لأسباب لوجستية، مؤكدًا عبر منصة "إكس" أنه سيتم الإعلان عن الموعد الجديد حين التوافق عليه من الطرفين.
ويأتي هذا التأجيل في وقتٍ كانت فيه التحضيرات قائمة لعقد لقاءات مع الأطراف الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، المعروفة اختصارًا بـ"E3"، والتي كان من المفترض أن تنعقد يوم الجمعة لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني.
تصعيد أمريكي في ملفي العقوبات والحوثيين
وجاء الموقف الإيراني عقب فرض واشنطن عقوبات جديدة، أمس الأربعاء، على كيانات متهمة بالتورط في تجارة غير مشروعة للنفط والبتروكيماويات الإيرانية، في وقتٍ تتواصل فيه المفاوضات بين الجانبين بشأن إعادة إحياء اتفاق نووي يحد من أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وفي سياق متصل، حذر وزير الدفاع الأمريكي "بيت هيجسيث" من عواقب استمرار الدعم الإيراني لجماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد تزايد الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أواخر عام 2023، في أعقاب التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة.
تصريحات إيرانية نارية
من جهته، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ما وصفه بـ"افتقار صناع القرار الأمريكيين للجدية وحسن النية"، محملًا واشنطن مسؤولية أي تداعيات سلبية على المسار الدبلوماسي.
يُذكر أن الاتفاق النووي الأصلي بين إيران والقوى العالمية تم توقيعه في عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018، ويهدد لاحقًا بمهاجمة إيران ما لم تبرم اتفاقًا جديدًا.