عاجل

دراسة تحذر: ارتفاع درجات الحرارة يدفع الأشخاص لتناول أطعمة عالية الدهون

 ارتفاع درجات الحرارة
ارتفاع درجات الحرارة يدفع الأشخاص لتناول أطعمة عالية الدهون

أظهرت دراسة حديثة أن ارتفاع درجات حرارة أو انخفاضها بشكل حاد قد يؤدي إلى تغييرات آنية في الأنظمة الغذائية، تدفع الأفراد إلى استهلاك كميات أكبر من الدهون، هذا التحول في العادات الغذائية، بحسب الباحثين، يُنذر بارتفاع في معدلات السمنة والأمراض المزمنة مع استمرار الظواهر المناخية المتطرفة، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة على موقع medRxiv كنسخة أولية ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران.

ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام

في ظل تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، تتسع دائرة الاهتمام من تأثيره على الزراعة إلى آثاره المباشرة على سلوك الأفراد الغذائي، تُشير البيانات إلى أن أكثر من نصف البالغين في الصين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ويُتوقع أن يتفاقم الوضع مع ازدياد تواتر موجات الحر والبرد، رغم أن الدراسات السابقة ركزت على تأثير المناخ في إنتاج الغذاء، إلا أن الدراسة الجديدة تسد فجوة معرفية مهمة حول الرابط بين درجات الحرارة وأنماط الأكل، وهو رابط يؤثر مباشرة على الصحة العامة وكلفة الرعاية الصحية عالميًا.

<span style=
ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام

بيانات موسعة وتحليل دقيق

اعتمد الباحثون على بيانات من "مسح الصحة والتغذية في الصين" (CHNS) والذي شمل ما يقرب من 29 ألف شخص على مدى عقدين (1991–2011)، وتم ربط استهلاك المشاركين من الكربوهيدرات والبروتين والدهون مع بيانات الأرصاد الجوية، مثل درجة الحرارة، الرطوبة، هطول الأمطار وأشعة الشمس.

باستخدام نموذج انحدار ثابت، قام الفريق بتحليل العلاقة بين تغيرات الحرارة قصيرة المدى (أقل من 5 درجات مئوية أو أكثر من 25) وسلوك الأكل، مع مراعاة عدة متغيرات مثل العمر، الجنس، الموقع الجغرافي ومستوى التعليم، كما تضمنت الدراسة عوامل التكيف كامتلاك المراوح، مكيفات الهواء، الثلاجات وأنظمة التدفئة.

ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام">ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام

درجات الحرارة تغيّر نمط التغذية

كشفت النتائج أن ارتفاع الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة فوق 25° أدى إلى انخفاض في إجمالي استهلاك الطعام بنسبة 0.27%، بينما انخفض استهلاك الكربوهيدرات والبروتين بشكل ملحوظ، بالمقابل، لم يتأثر استهلاك الدهون بشكل كبير، أما في الأجواء الباردة، فقد زاد استهلاك جميع العناصر الغذائية، خاصة الدهون التي ارتفعت بنسبة 0.34%.

موجات الحر التي استمرت ثلاثة أيام زادت من احتمال اتباع نظام غذائي عالي الدهون بنسبة 6.96%، بينما سجلت موجات البرد انخفاضًا بنسبة 2.69%. 

هذا يشير إلى أن درجات الحرارة القصوى – سواء المرتفعة أو المنخفضة – ترفع نسبة الطاقة المستمدة من الدهون في النظام الغذائي، مما يعزز تناول أطعمة غنية بالدهون كالحليب، البيض، المكسرات والزيوت.

<span style=
ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام

تفاوت بين الفئات السكانية

أشارت الدراسة إلى أن سكان الريف والأفراد ذوي التعليم المحدود كانوا أكثر عرضة للتغيرات في استهلاك الدهون نتيجة تقلبات الحرارة، على الأرجح بسبب محدودية الوصول إلى أدوات التكيف المناخي والوعي الغذائي. كما ظهرت استجابات غذائية قوية للأطفال في الأجواء الباردة، مما قد يؤثر على نموهم، في حين أظهر كبار السن حساسية أقل للتغيرات الحرارية، ربما نتيجة انخفاض الشهية.

ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام">ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خيارات الطعام

مخاطر متزايدة بحلول عام 2090

اعتمد الباحثون على نماذج مناخية مستقبلية (RCP8.5) للتنبؤ بالتغيرات في السلوك الغذائي حتى نهاية القرن، وتشير التوقعات إلى أن احتمال اتباع نظام غذائي غني بالدهون قد يرتفع بأكثر من 3.9% في بعض مدن الصين بحلول عام 2090، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.

ورغم أن الاعتماد الواسع على تقنيات التبريد والتدفئة قد يقلل من هذه التأثيرات بنسبة تصل إلى النصف، إلا أن الباحثين حذروا من أن هذه التقديرات تفترض تشبعًا كاملًا في استخدام هذه الأدوات، وهو أمر قد لا يتحقق فعليًا على الأرض.

دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة

تُبرز الدراسة أهمية تطوير سياسات صحية تستجيب لتغيرات المناخ وتُشجع على أنماط غذائية صحية، خاصة بين الفئات الأكثر تأثرًا، فبينما توفر تقنيات التكيف بعض الحماية، إلا أن تغييرات سلوكية ومجتمعية أوسع ضرورية للحد من تداعيات هذه الظاهرة على الصحة العامة. ويؤكد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة المدى للتغير المناخي على النظام الغذائي.

 

تم نسخ الرابط