عاجل

هل تريد أن يصبح ابنك صديقك المقرب؟ خبراء يكشفون الحيلة

التربية والعلاقات
التربية والعلاقات الأسرية

في ظل التحديات النفسية والاجتماعية التي تحاصر الأطفال والمراهقين في العصر الحديث، لم يعد دور الوالدين مقتصرًا مع الأطفال على التربية والرعاية فقط، بل بات من الضروري أن يتحول الأب والأم إلى أصدقاء داعمين لأبنائهم، قادرين على منحهم الأمان، والاستماع لهم، ومشاركتهم تفاصيل الحياة اليومية دون خوف أو تردد.

وفي هذا السياق، أشار تقرير صادر عن منصة "Raising Children" المتخصصة في شؤون التربية والعلاقات الأسرية، إلى أن الأطفال يتعلمون وينمون بشكل أفضل حين تكون علاقتهم مع والديهم مبنية على الدفء، والاحترام، والثقة المتبادلة، وهو ما يسهم في تنمية قدراتهم العاطفية والاجتماعية، ويزيد من وعيهم الذاتي والثقة بالنفس.

التواصل الفعّال.. مفتاح لبناء صداقة حقيقية مع الطفل

يوضح التقرير أن التواصل ليس مجرد حديث عابر، بل هو تفاعل حقيقي يتطلب حضورًا ذهنيًا وعاطفيًا من الوالدين، فالطفل بحاجة إلى أن يشعر بأنه مهم، وأن ما يقوله ويشعر به يُؤخذ على محمل الجد. لذلك، فإن التفاعل في اللحظة الحالية — أي الانتباه الكامل لما يقوله الطفل أو يفعله — يمنحه شعورًا بالتقدير والانتماء، وهو حجر الأساس في بناء علاقة صحية.

خطوات عملية لبناء الثقة بين الآباء والأبناء

  • عيش اللحظة معه: عندما يقضي الوالدان وقتًا مع أطفالهما، يجب أن يكون ذلك الوقت مخصصًا للطفل بشكل كامل، دون تشتيت أو انشغال. هذا التفاعل اللحظي يترك أثرًا طويل المدى على مشاعر الطفل وسلوكه.
  • تشجيع بلا إصدار أحكام: بدلاً من إعطاء الأوامر أو تصحيح الأخطاء باستمرار، ينصح التقرير بملاحظة ما يقوم به الطفل وتشجيعه على الاستكشاف دون خوف من النقد أو المقارنة.
  • الإنصات والتفاعل مع مشاعره: حين يسرد الطفل تفاصيل يومه، حتى وإن بدت تافهة، فإن الاستماع الكامل له يمنحه المساحة للتعبير، ويشجعه على الحديث بصراحة لاحقًا في القضايا الأهم.
  • فهم لغة السلوك: أحيانًا، يتحدث الطفل من خلال سلوكياته، لا كلماته. فالمراهق الذي يطوف في المطبخ دون كلام قد يكون بحاجة إلى الشعور بالقرب، حتى دون أن يقول ذلك صراحة. التعاطف مع هذه الإشارات يقوي الرابطة بينكما.
  • منحه زمام المبادرة: السماح للطفل باتخاذ قرارات بسيطة، مثل قيادة لعبة أو اختيار الوجبة العائلية، يمنحه شعورًا بالاستقلال والثقة، ويعزز من روح التعاون داخل الأسرة.


الوقت الجيد: لمسة بسيطة بتأثير كبير

بحسب الخبراء، فإن العلاقات القوية لا تُبنى في المناسبات أو الرحلات فقط، بل في اللحظات اليومية البسيطة: نظرة دافئة، ضحكة مشتركة، عناق مفاجئ، أو حتى إعداد وجبة معًا. هذه اللحظات التي قد تبدو عابرة، تشكل ذاكرة دافئة تبقى في وجدان الطفل طويلاً، وتمنحه شعورًا بالحب غير المشروط.

كيف تكسب ثقة طفلك واحترامه؟

الثقة لا تُفرض، بل تُبنى عبر أفعال يومية. من أبرز النصائح التي يقدمها التقرير لتعزيز الاحترام المتبادل:

  • كن متاحًا في الأوقات المهمة: لا تتردد في دعم طفلك عند شعوره بالقلق أو الحيرة.
  • نفّذ وعودك دائمًا: التزامك بكلمتك يعزز مصداقيتك لدى طفلك.
  • تقبل الاختلاف: اسمح له بإبداء رأيه حتى لو خالفك، وأظهر له أنك تحترم تفكيره.
  • ضع قواعد عادلة وواضحة: عندما يشعر الطفل أن القواعد تُطبق بعدالة، يزداد احترامه لوالديه ويشعر بالأمان.

يؤكد خبراء التربية أن سر بناء علاقة قوية بين الآباء والأبناء يكمن في الحب غير المشروط، والتواصل الحقيقي، والاحترام المتبادل. هذه العناصر، إذا اجتمعت، لا تجعل من الوالدين مصدرًا للرعاية فقط، بل صديقين حقيقيين يلجأ إليهما الطفل في كل مراحل حياته، دون خوف أو تردد

تم نسخ الرابط