انتصر سوبر مان والعجوز إلى الجحيم.. الجماهير تحتفل بطفل دمنهور

أثّرت قضية "طفل البحيرة" بشكل لافت على الرأي العام، متجاوزة أروقة المحاكم لتصل إلى ملاعب كرة القدم، حيث عبّر لاعب من فريق بتروجت عن تضامنه مع طفل دمنهور، محتفلاً بهدفه برمز "سبايدر مان" الذي اشتهر به الطفل أثناء مثوله أمام المحكمة.

وفي لفتة إنسانية مميزة، أعد جمهور نادي دمنهور "تيفو" خاصًا في مباراتهم أمام نادي الأوليمبي، حمل رسالة دعم قوية للطفل وإشادة بشجاعته. 
 

ورغم محاولات الحفاظ على سرية التيفو، إلا أن صورته تسرّبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت انتشارًا واسعًا وإعجابًا كبيرًا من المتابعين.

التيفو من تنفيذ الفنان محمود عنكل، أحد أبناء مدينة دمنهور، وضم عبارة "انتصر ياسين والعجوز إلى الجحيم"، متوسطة صورة تعبيرية لياسين مرتديًا زي سبايدر مان.
 

وأوضح عنكل أن تصميمه اعتمد على اللون الأزرق، تعبيرًا عن انتماء المدينة والنادي، فيما استخدم اللون الأصفر الناري في كلمة "الجحيم" لتكثيف المعنى.
 

وأشار إلى أنه تعمّد وضع اسم الطفل في الجهة اليمنى ولقب المتهم في الجهة اليسرى، يتوسطهما الطفل بصورة كبيرة تعلو صورة باهتة للمتهم داخل القضبان، في إشارة رمزية لانتصار الشجاعة والحق على الظلم والجُبن.

وكان هناك تصاعد ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بعد تداول تفاصيل مؤلمة عن تعرض الطفل ياسين، البالغ من العمر ست سنوات، لهتك عرض داخل إحدى المدارس بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، على يد موظف إداري يُدعى "ص. ك." يبلغ من العمر 79 عامًا.

بداية القصة كانت مع ملاحظة والدة الطفل تغيّرًا ملحوظًا في سلوكه، ما دفعها إلى التحدث معه، ليبوح لها بتعرضه لاعتداءات متكررة داخل حمام المدرسة، وفي أوقات أخرى داخل سيارة مهجورة بداخل جراج المدرسة.

 وأكد الطفل أن المتهم هدده مرارًا لمنعه من كشف ما حدث، إلا أنه قرر التحدث بعد شعوره بالأمان إثر علمه بأنه سيسافر إلى والده.

سارعت أسرة الطفل إلى إبلاغ الجهات الأمنية التي ألقت القبض على المتهم وفتحت تحقيقات موسعة، استمعت خلالها النيابة العامة إلى أقوال والدي الطفل، ومديرة المدرسة، وعدد من العاملين فيها، فيما أظهر تقرير الطب الشرعي دلائل تدعم رواية الطفل.

ومن المقرر أن تبدأ محكمة جنايات دمنهور أولى جلسات المحاكمة يوم 30 أبريل 2025، برئاسة المستشار شريف كامل مصطفى.

في السياق ذاته، أطلقت وزارة التربية والتعليم بيانًا أكدت فيه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ومتابعة مجريات التحقيق، مشيدة بسرعة تجاوب الجهات المعنية.

وأعرب كثيرون عن تضامنهم مع الطفل وأسرته، داعين إلى تشديد الرقابة داخل المؤسسات التعليمية وتكثيف برامج التوعية لحماية الأطفال وتعزيز قدرتهم على الإبلاغ عن أي انتهاك.