استشاري نفسي: التنمر اضطراب سلوكي وليس مرضًا نفسيًاI فيديو

تحدث الدكتور عادل عبد الهادي، استشاري الصحة النفسية، عن ظاهرة التنمر وانتشارها في المجتمع، موضحًا الفرق بين الشخص المريض نفسيًا والمتنمر، ومؤكدًا أن التنمر لا يُصنَّف كمرض نفسي بالمعنى الطبي، بل هو اضطراب في الشخصية ناتج عن عوامل اجتماعية وبيئية متعددة.
المتنمر ليس مريضًا
أوضح "عبد الهادي"، في حوار تليفزيوني عبر قناة "الحدث اليوم"، أن هناك خلطًا شائعًا بين المرض النفسي واضطرابات السلوك، إذ أن الشخص الذي يعاني من مرض نفسي يحتاج إلى تدخل طبي لعلاج مشكلات حقيقية في تركيبة المخ، تتطلب متابعة طبية دقيقة وبرامج علاجية مستمرة، مضيفًا: "المتنمر ليس مريضًا نفسيًا كما يعتقد البعض، بل غالبًا ما يكون وضعه الاجتماعي والمهني جيدًا للغاية، ومع ذلك يمارس سلوك التنمر على الآخرين".
وأكد أن التنمر يُعد اضطرابًا في الشخصية وليس مرضًا نفسيًا مكتمل الأركان، موضحًا أن هذا السلوك ناتج عن خلل في طريقة تعبير الشخص عن نفسه وتعاملاته مع الآخرين، مضيفًا أن الشخص المتنمر يكتسب هذا السلوك غالبًا من البيئة المحيطة به، سواء من الأسرة أو المجتمع أو المدرسة، حيث يتشرب هذه العادات السلبية منذ الصغر حتى تصبح جزءًا من سلوكه اليومي.
البيئة المحيطة ودورها
سلط عبد الهادي الضوء على أهمية التنشئة الاجتماعية في تشكيل شخصية الفرد، مشيرًا إلى أن البيئة التي تعاني من غياب القيم التربوية الصحيحة تكون أرضًا خصبة لظهور سلوكيات التنمر، قائلاً: "عندما يتعامل الطفل مع محيط يعزز ثقافة الإهانة أو السخرية أو الإيذاء اللفظي والجسدي، فمن الطبيعي أن يطور هذه الصفات مع مرور الوقت".
وأشار الاستشاري النفسي إلى أن علاج ظاهرة التنمر لا يكمن فقط في العقوبات الرادعة، بل يبدأ من إعادة النظر في أساليب التربية داخل الأسرة، وتعزيز قيم الاحترام والتسامح والتعاطف منذ الصغر، مبينًا أن المدارس والمؤسسات التعليمية لها دور محوري في نشر الوعي بمخاطر التنمر، وتوفير بيئة صحية تحمي الأطفال من الوقوع ضحايا أو مرتكبين لهذا السلوك.

المجتمع والتصدي للظاهرة
وفي ختام حديثه، شدد عبد الهادي على أن مسؤولية مكافحة ظاهرة التنمر تقع على عاتق المجتمع بأكمله، بدءًا من الأسرة والمؤسسات التعليمية وحتى وسائل الإعلام التي يجب أن تلعب دورًا إيجابيًا في التوعية بخطورة الظاهرة، مشددًا على أن هناك حاجة ملحة لبرامج توعوية مستمرة تستهدف الأطفال والشباب وأولياء الأمور على حد سواء للحد من هذه الظاهرة المتنامية.