الصوفية تستعد لإحياء الليلة الختامية لمولد عبدالرحيم القنائي.. فمن هو وما هي كراماته؟

تستعد الطرق الصوفية لإحياء الليلة الختامية لمولد عبدالرحيم القنائي، مساء اليوم الخميس، الموافق لـ ليلة النصف من شعبان، فمن هو؟
الليلة الختامية لـ مولد عبدالرحيم القنائي
يُحتفل بمولد عبدالرحيم القنائي سنويًا بدءً من أول شهر شعبان وحتى ليلة النصف من شعبان. يعتبر هذا المولد من أبرز الاحتفالات الدينية في صعيد مصر، حيث يتوافد آلاف الزوار والمريدين من مختلف أنحاء البلاد إلى قرية قنا للمشاركة في الاحتفالات.

احتفالات الرفاعية بمولد أسد الرجال
تتضمن فعاليات المولد إقامة حلقات الذكر، وقراءة القرآن الكريم، وإلقاء المحاضرات الدينية التي تتناول سيرة سيدي عبد الرحيم القنائي وتعاليمه. كما تُقام الأفراح الشعبية، وتُوزع الصدقات على الفقراء والمحتاجين، في جو من الروحانية والإخاء.
وقد حرصت الطريقة الرفاعية وشيخها الشيخ طارق ياسين على التواجد في الليلة الختامية لـ مولد عبدالرحيم القنائي بعد المشاركة في احتفال الطرق الصوفية أمس بمولد الشيخ أبو الحجاج الأقصري.
من هو عبدالرحيم القنائي؟
ولد عبدالرحيم القنائي في قرية "قنا" بمحافظة قنا في صعيد مصر، في القرن السادس الهجري والثاني عشر الميلادي. يعتبر واحدًا من أبرز الأولياء والصالحين في التاريخ الإسلامي، حيث اشتهر بزهده وتقواه وحبه للعلم والمعرفة. كان لنشأته في بيئة صعيد مصر أثر كبير في تكوين شخصيته الروحية والعلمية.
وقد عُرف عن عبدالرحيم القنائي تعلقه الشديد بالعلم منذ صغره. فقد تلقى تعليمه الأول في كتاتيب قريته، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف في القاهرة، حيث درس الفقه والحديث والتفسير واللغة العربية. كان من تلاميذ الشيخ أبو الحسن الشاذلي، أحد أقطاب التصوف في الإسلام، مما أثر بشكل كبير في توجهه الروحي والصوفي.

اشتهر عبدالرحيم القنائي بفصاحة اللسان وقوة الحجة، وكان له دور بارز في نشر العلم والدعوة إلى الله في صعيد مصر. كما كان له العديد من التلاميذ الذين انتشروا في مختلف أنحاء مصر لنشر تعاليمه الروحية والعلمية.
كرامات عبدالرحيم القنائي
ارتبط اسم «القنائي» بالعديد من الكرامات التي رويت عنه، والتي جعلت منه شخصية محبوبة ومقدسة لدى أهالي صعيد مصر. ومن أشهر هذه الكرامات ما يُروى عن قدرته على إيجاد الماء في الأماكن الجافة، وشفاء المرضى، وحماية قريته من الأخطار. كما يُقال إنه كان له تأثير روحي قوي على من حوله، حيث كان قادرًا على تهدئة النفوس وإصلاح ذات البين.
وقد ترك «القنائي» إرثًا روحيًا وعلميًا كبيرًا، حيث لا يزال ضريحه في قرية قنا مزارًا للعديد من الناس الذين يأتون للتبرك والدعاء. تعتبر تعاليمه في الزهد والتقوى والتصوف مصدر إلهام للكثيرين حتى يومنا هذا.

ويمثل نموذجًا للعالم الزاهد الذي جمع بين العلم الشرعي والحكمة الروحية. لا يزال تأثيره الروحي حاضرًا في قلوب أهالي صعيد مصر، ويظل مولد السنوي مناسبة لتجديد الإيمان وتذكير الناس بقيم التسامح والمحبة التي دعا إليها طوال حياته.