عبادة عظيمة تغسل الذنوب وتمحو السيئات.. احرص عليها يوميًا

يبحث المسلم دومًا عن أعمال تقربه من مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، خاصة في وقت تكثر فيه الفتن وتتسارع الذنوب بلا شعور. لكن المدهش أن هناك عبادات سهلة ويسيرة، إذا أداها العبد بإخلاص، كتب الله له بها الغفران، بل ومحو السيئات التي أثقلت كاهله، وهذه العبادة ليست فقط الاستغفار، بل تشمل الصدقات الجارية، والصلاة، وفعل الحسنات عمومًا، كما بيّن علماء الأزهر ودار الإفتاء.
الصدقة الجارية.. طريقك لطمس الذنوب
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصدقة الجارية تمحو الذنوب، واستشهد بقول الله تعالى: {إن الحسنات يُذهبن السيئات}، مؤكدًا خلال بث مباشر أن الصدقة الجارية من العبادات العظيمة التي تستمر في نفع الإنسان حتى بعد وفاته، لكن رغم فضلها، لا تكفي عن كفارة اليمين، موضحًا أن كفارة اليمين محددة وهي إطعام عشرة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
الصدقة الجارية تشمل بناء المساجد، حفر الآبار، دعم طلبة العلم، التبرع بالأجهزة للمستشفيات، وغيرها من الأعمال التي يظل أجرها جاريًا، وقد جاءت في الأحاديث أنها من الأعمال الثلاثة التي لا ينقطع أجرها بعد الموت.
أعمال صالحة تزيل السيئات
وفي نفس السياق، قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن كفارة المعاصي لا تقتصر على الاستغفار فقط، بل هناك أعمال أخرى كثيرة تمحو الذنوب، واستشهد بقول الله تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل، إن الحسنات يُذهبن السيئات}، مؤكدًا أن هذه الآية أصل عظيم في باب التكفير.
وأوضح أن من أعظم الوسائل لغفران الذنوب: الصلاة، والصدقة، وقراءة القرآن، وإطعام المساكين، وقضاء حوائج الناس، والذكر المستمر لله. فكل عمل صالح يعود على صاحبه بمغفرة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
الصلاة من أعظم العبادات التي تغفر الذنوب
الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، قال إن هناك عبادة عظيمة جدًا إذا أداها العبد بإخلاص وخشوع، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهذه العبادة هي: الصلاة المكتوبة، وخاصة الصلاة خلف الإمام في جماعة.
وأشار إلى أنه عندما يصل المسلم في الصلاة إلى موضع قوله: "ربنا ولك الحمد" بإخلاص وتوبة حقيقية، تُقبل توبته، وتُمحى ذنوبه كلها حتى الكبائر. وأضاف أن رحمة الله واسعة، وأنه إذا غفر الله للعبد كبائره، فالصغائر من باب أولى تُكفر، مؤكدًا أن الله تعالى يعامل أهل الإيمان بفضله وكرمه.
هل الحسنات تمحو جميع الذنوب؟
أكد العلماء أن الحسنات تُكفر الصغائر بلا شك، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوح بشروطها: الإقلاع عن الذنب، الندم، العزم على عدم العودة، وإصلاح ما فُسد إن كان متعلقًا بحقوق الناس. ومع ذلك، فإن الإكثار من الحسنات، والدعاء، والصلاة، والصدقة، والحج، والعمرة من الأعمال التي يُرجى أن تُطهر الإنسان بالكامل.