عاجل

في ناس عايزة المجرم يلقى في الحبس جزاء من جنس ما عمل!

كتير بيقولوها بتشفيّ وكوميدية..

ووفقا للتصور ده.. فالمجرمين (معظمهم مش كلهم لأنه ياما في الحبس مظاليم) بيتحولوا لأداة لتطبيق العدالة الشاعرية.

وده بيكشف إن في جرايم لسة الإنسان مش قادر يحس بشفاء غليله منها بالقوانين الحديثة، ومش هيرتاح غير بعقوبات القرون الأولى من سمل عيون واصطلام آذان وبتر أطراف وسلق في الزيت المغلي وخلافه من أهوال الزمن البائد..

وبيكشف من ناحية تانية عن عالم السجون، اللي معظم نزلاءه مجرمين، لكن جوة عالم الإجرام ده في قوانين وأفضليات ولوائح داخلية غير مكتوبة بترتب المساجين أخلاقيا وبتتفاوت مكاناتهم علوا وهبوطا تبعا لجرايمهم!

فهتلاقي في جرايم محتقرة واللي عاملينها ملفوظين بازدراء واحتقار..

واللي بيزدريهم مش هيئة تدريس جامعة أوكسفورد.. لا مجرمين تانيين بس حرامية خِزَن أو نصابين أو مختلسين.. لكن مش مغتصبين ولا قتلة ولا قوادين ولا خلافه من الجرايم الموجبة للاحتقار جوة عالم الجريمة نفسه..

وده يدل على شيئين..

إن الإنسان-مهما تفلّت- عنده روادع وعنده تصورات دفينة عن العدالة وعن الصح والغلط.. وعن الغلط اللي ينفع والغلط اللي مينفعش..

وإن مفيش مكان مهما كان، ولو سجن، مفيهوش نزوع لعدالة شاعرية من طراز ما..

طبعا مش كل الناس تقصد أو تستحسن تعرض المغتصب للاغتصاب.. لكنها فشة الغل.

سؤال العدالة دايما بتجاوبه الأديان بإحالته لمشهد اليوم الآخر.. حيث القصاص والجزاء بقدر "الذرة" من الفعل..

فاللي له ذرة هياخدها.. واللي عليه ذرة هيدفع تمنها..

بلا مبالغات أو تحاملات ..

وأخيرا القصة كلها بتقول ان الناس بتحب العدالة.. أي عدالة وكل عدالة.. حتى لو كانت على هيئة مشهد في مسلسل لمحمد رمضان بيضرب فيه الأشرار في الحلقة رقم ٢٩..

جوع الإنسان للعدالة أبدي..

طوبى لمن سده!

تم نسخ الرابط