الآثار: البدء بإعادة تركيب مئذنتي السلطانية وقوصون في ميدان السيدة عائشة

تفقد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الاثار الإسلامية والقبطية، أحجار مئذنتي القبة السلطانية وقوصون، وهما الأثرين الذين كان قد تم تفكيكهما، ضمن مشروع تطوير ميدان السيدة عائشة.

وأفاد الدكتور عبد الله سعد مدير المنطقة الأثرية، عبر منشور له عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أنه تم بالفعل رفع كفاءة التربة وتثبيتها تمهيدًا لبدء أعمال إعادة بناء المئذنتين.
واشار عبر منشوره، إلى أن الترميم وإعادة المئذنتين، لأماكنهم الأصلية، سيكون وفقًا للتوثيق والترقيم الذي تم عند فك الأحجار.

وأضاف أن المآذن التي تم تفكيكها في إطار المشروع سوف تعود إلى رونقها الأول مؤكدًا على المجهود المبذول من المهندسين والآثاريين والمرممين العاملين في المشروع
ونشر عدد من الصور مع المنشور، والتي منها صورة نادرة، للأحجار وهي مفككة وتحمل الأرقام، كل حجر له رقم معين، والرقم فائدته، هو أن يعود إلى مكانه الأصلي، بحيث تعود المئذنة كما كانت.
حكاية المئذنة السلطانية
والمئذنة خاصة بضريح يعود إلى العصر المملوكي البحري، إلى عام 1530م، وهو المدفن المخصص للسيدة خوند أردوكين، وهي زوجة الإبن الأول للسلطان المنصور قلاوون، أحد أشهر سلاطين دولة المماليك البحرية.
السيدة الأولى
وبعد وفاة السلطان المنصور قلاوون، صار الأشرف خليل، هو السلطان، وصارت “أردوكين” هي الخوند الكبرى، أو السيدة الأولى، وصارت معروفة بـ خوند أردوكين، وهذه الفتاة كانت مشهورة ببنت نوكيه، أو نوغيه، وهو والدها، وقد عرفنا اسم الوالد لتلك السيدة، من تجهيزات حفل ولادتها، فقد حملت أردوكين من الأشرف خليل، وقد أورد بدر الدين العيني، أن السلطان الأشرف خليل أمر المباشرين في دمشق، بكتابة اسمه على 100 شمعدان مكفت، و50 شمعدان ذهب، وغيرها أشياء كثيرة، استعدادًا لميلاد زوجته، بنت نوغيه.
وكان الأشرف خليل يأمل أن تنجب له أردوكين ولدًا، ولكن شاء الله تعالى أن تنجب له ابنتين، وفي عام 693 هـ، خرج الأشرف خليل للصيد فانقض عليه بعض أمراؤه فقتلوه وهو ابن الت 30 عاما، ثم تولى أخيه الناصر محمد بن قلاوون عرش البلاد، وكان عمره 8 سنوات، ولما بلغ مبلغ الرجال تزوج أرملة أخيه، أردوكين.
وعاشت أردوكين مع الناصر محمد، حتى ابتعد عنها، وأنزلها من القلعة، وسكنت بأخر حارة زويلة بدار عرفت "بدارخوند " نسبة إليها، وأنشأ لها تربة في القرافة عرفت بتربة (الست).
وذكر المقريزي، رحبة خوند في آخر حاره زويلة، عرفت الآن بحارة خوند وهي الست الجليلة أردوكين بنت نوغية، وهي صاحبة التربة خارج القرافة، والمعروفة الآن بالتربة السلطانية.