فيلم يكشف تفاصيل تجنيد وإعدام محسن لنجرنشين
«صَيْد العنكبوت».. إيران تبث وثائقيًا عن إعدام متهم بالتجسس لصالح الموساد

بثّ التلفزيون الإيراني، مساء الأربعاء، فيلمًا وثائقيًا بعنوان "صَيْد العنكبوت"، تناول فيه كواليس اعتقال محسن لنجرنشين، الذي أُدين بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، والمشاركة في عملية اغتيال العقيد في "فيلق القدس" حسن صياد خدائي. وبحسب ما ورد في الفيلم، فإن لنجرنشين اعتُقل بعد عملية أمنية نفذتها وزارة الاستخبارات الإيرانية، وأُعدم فجر الأربعاء، بعد محاكمة أدانته بتقديم دعم لوجستي وفني مباشر لعدة عمليات نُسبت للموساد داخل إيران.
من الإعلان الإلكتروني إلى الاتصالات المشفّرة
يسرد الفيلم الوثائقي رحلة تجنيد لنجرنشين، الذي بدأ التواصل مع الموساد عبر إعلان إلكتروني، ليتلقى لاحقًا تدريبات على وسائل الاتصال المشفر ونقل المعلومات. ووفق الرواية الرسمية، تولى المتهم تنفيذ مهام متعددة داخل إيران، منها مراقبة أهداف حساسة، وتوفير شرائح اتصال وأجهزة تواصل مجهولة الهوية، بالإضافة إلى شراء معدات ومركبات استخدمها عناصر الموساد في تنفيذ عمليات، أبرزها تفجير منشأة صناعية تابعة لوزارة الدفاع في أصفهان، واغتيال العقيد خدائي في طهران عام 2022.
تأكيد رسمي على عدم انتمائه للمؤسسات الأمنية
أكدت مصادر إيرانية أن لنجرنشين لم يكن يحمل أي صفة أمنية أو ارتباط بالحرس الثوري الإيراني، بل عمل سابقًا في مجال تكنولوجيا المعلومات وتجارة السيارات. وأظهرت التحقيقات أنه كان على اتصال مباشر بضباط إسرائيليين، والتقى بهم في دول مثل جورجيا ونيبال، حيث تلقى توجيهات وأموالًا مقابل خدماته. وأوضحت وزارة الاستخبارات أن رصد "الاتصالات المشفّرة" عبر نظام يُعرف باسم "الويندوز الأحمر" ساعد في كشف هويته، وأن المتهم أقرّ بتفاصيل أنشطته خلال مراحل التحقيق.
توقيت بث الفيلم يبعث برسائل ردع داخلية وخارجية
يرى مراقبون أن توقيت عرض الفيلم الوثائقي بعد تنفيذ حكم الإعدام مباشرة يحمل دلالات سياسية وأمنية، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي واستمرار تبادل الرسائل غير المباشرة بين إيران وإسرائيل. ويُعتقد أن طهران أرادت من خلال الفيلم توجيه رسائل ردع إلى الداخل، بخصوص خطورة التعامل مع أجهزة استخبارات أجنبية، وإلى الخارج، لتأكيد يقظتها الأمنية وقدرتها على كشف الاختراقات المعقدة.
تنامي استخدام الموساد للأساليب غير التقليدية في التجنيد
تسلّط اعترافات لنغرنشين، كما عُرضت في الوثائقي، الضوء على تطور أساليب التجنيد التي تعتمدها أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وعلى رأسها الموساد، حيث يُلاحظ اعتمادها المتزايد على واجهات إلكترونية ووسائط اتصال مشفرة لتجنيد أفراد من خارج الدوائر الرسمية. ويُعد تجنيد أشخاص من ذوي الخلفيات المدنية والتقنية، مثل لنغرنشين، مؤشرًا على انتقال التجسس إلى مستويات غير تقليدية، يصعب كشفها بالوسائل الأمنية المعتادة.