واعظة بالأوقاف: هبة الأم لأموالها لبنتها جائزة بشرط النية الخالصة

أكدت الدكتورة دينا أبو الخير، واعظة بدار الأوقاف المصرية، أن الحكم الشرعي المتعلق بقيام الأم بهبة كل أموالها لابنتها في حياتها يتوقف بشكل أساسي على نية الأم، مشيرة إلى أن النية هي الأساس الذي يُبنى عليه الحكم في مثل هذه الحالات.
وقالت أبو الخير، خلال برنامجها "وللنساء نصيب" المذاع على قناة "صدى البلد"، إنه إذا كانت نية الهبة تهدف إلى حرمان الورثة الشرعيين من حقوقهم، فإن ذلك يُعد تعديًا على حدود الله وظلمًا بيّنًا، أما إذا كانت النية تأمين مستقبل الابنة في ظل غياب من يعولها، فإن الهبة في هذه الحالة جائزة شرعًا.
وأضافت أن "الله وحده هو المطّلع على النوايا، وبالتالي فإن المسؤولية الشرعية تقع على من قام بالفعل، وليس من استفاد منه"، لافتة إلى أن المعيار دائمًا هو: هل الهدف تأمين الابنة أم حرمان الورثة؟.
المطلع على النوايا
وفي جانب آخر من حديثها، تناولت أبو الخير مفهوم النعيم في الجنة، مشددة على أن النساء والرجال يتساوون تمامًا في ما أعدّه الله من نعيم لأهل الجنة، دون أي تمييز. واستشهدت بآيات من القرآن الكريم تؤكد هذا المبدأ، منها قوله تعالى: "وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون"، لافتة إلى أن الجنة لا درجات فيها بين الناس بناءً على النوع أو النسب، بل على التقوى والعمل الصالح.
وقالت: "لازم اللي يشغلنا هو السعي للتقوى في الدنيا، لأن الله قال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وليس هناك تمييز في الجنة بين رجل وامرأة، بل المعيار هو التقوى".
وذكرت قول الله تعالى:" مثل الجنة التي وعد المتقون"، وكذلك الآية القرآنية:"وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون".
وعلقت قائلة هذه بعض آيات القرآن الكريم الكثيرة التي تشمل أن النعيم للرجل والمرأة على حد السواء دون تمييز.
ووفيما يتعلق بالقضايا الأسرية، أكدت أبو الخير أن قضية تنظيم الأسرة أصبحت ضرورة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، مشيرة إلى أن الإنجاب غير المخطط له قد يتحول إلى عبء كبير يؤثر على استقرار الأسرة وتربية الأبناء.
وحذّرت من استخدام مقولة "العيال عزوة" خارج سياقها، موضحة أن كثرة الأبناء دون قدرة على تربيتهم وتوفير احتياجاتهم قد تضر الأسرة أكثر مما تنفعها.