عاجل

«عرق الأيادي» يصنع الأوطان.. عيد العمال المصري بين الإنجاز والتحديات

عيد العمال
عيد العمال

يحتفل المصريون بعيد العمال في 1 مايو من كل عام، وهو يوم يُعتبر عطلة رسمية في مصر والعديد من الدول حول العالم. عيد العمال في مصر له تاريخ طويل من النضال والاحتفال، حيث بدأ عمال الإسكندرية تنظيم احتفالات كبيرة في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال منذ عام 1924، ليشهد هذا اليوم تطورًا ملحوظًا بعد وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى السلطة. تم التأميم التدريجي للحركة العمالية، وكان هذا الاحتفال يعكس الطموحات التي كانت تُترجم إلى خطوات ملموسة في تحسين ظروف العمل.

وفي عام 1964، أصبح الأول من مايو عطلة رسمية في مصر، حيث يُلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام النقابيين وقيادات العمال. هذا اليوم يظل حافلًا بالذكريات التي تجسد التضحيات التي قدمها العمال، من أجل تحسين ظروفهم المهنية والمعيشية.

دور الاتحاد العام في الدفاع عن حقوق العمال

يعد الاتحاد العام لنقابات العمال من الركائز الأساسية للحركة النقابية في مصر، حيث يتولى الدفاع عن حقوق عمال مصر ورعاية مصالحهم المشتركة. كما يسعى الاتحاد إلى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للعمال، ويشارك في مناقشة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الاتحاد له دور كبير أيضًا في وضع ميثاق شرف أخلاقي للعمل النقابي وتنظيم مشروعات قانونية تُحسن من وضع العمال داخل المجتمع.

أصل عيد العمال: نضال من أجل حقوق الإنسان

تعود جذور عيد العمال إلى الإضراب الكبير الذي شهدته مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1886، في فترة كانت تشهد فيها الدول الأوروبية والأمريكية تحولًا نحو الرأسمالية. حيث كان العمال يعملون لساعات طويلة، تصل أحيانًا إلى 14 أو 16 ساعة يوميًا، مقابل أجور قليلة وظروف عمل قاسية. ومن هنا، خرجت مطالبات بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات فقط يوميًا، وهو ما أصبح شعار "ثماني ساعات للعمل، ثماني ساعات راحة، ثماني ساعات للنوم".

الإضرابات والتضامن الدولي

في عام 1886، نظم العمال إضرابًا ضخمًا في شيكاغو وشاركت فيه أكثر من 350 ألف عامل. هذا الإضراب أسفر عن احتجاجات ضخمة ضد استغلال العمال، وهو ما أجبر الحكومة الأمريكية على اعتماد قانون يحدد ساعات العمل. ومن ثم، تم تحديد الأول من مايو في مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس عام 1889 ليكون عيدًا عالميًا للعمال، حيث بدأ العمال في أمريكا وأوروبا في تنظيم مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاحهم في الحصول على حقوقهم.

وبذلك، أصبح 1 مايو هو يوم عالمي يعبر عن نضال جميع العمال من أجل حقوقهم وتحسين أوضاعهم، ويجسد التراث العمالي الذي لا يزال يحتفل به العالم حتى يومنا هذا.

تم نسخ الرابط