عاجل

"البيتكوين" تصعد بقوة.. هل تتفوق على الذهب والعقارات كملاذ آمن؟

ذهب وبيتكوين
ذهب وبيتكوين

في ظل التوترات الاقتصادية الراهنة، والتي أثرت على جميع القطاعات وجميع الأسواق المتقدمة قبل الناشئة، رفع الذهب لمستويات غير مسبوقة، وانهار الدولار والعملات الأخر لأدنى مستوياته منذ سنوات على إثرها، تراجعت أسعار النفط بعد تأثره بها لمستويات كبيرة، قفزت العملات المشفرة لاسيما سيما بفعل تصريحات الرئيس ترامب سواء فيما يخص التعريفات الجمركية، أو أنه يستهدف جعل أمريكا عاصمة للبيتكوين، وعلى مدار الأعوام نعتمد الذهب والعقارات كملاذات آمنة للاستثمار في ظل الأزمات، والآن هل تسحب البيتكوين البساط من الذهب والعقارات؟

الاستثمار في البيتكوين 

في هذا السياق، يرى أحمد أبو السعد، الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر لإدارة الأصول، إنه من الأفضل عدم الاستثمار في البيتكوين، إذ أنها أولاً وأخيرًا عملة الهدف منها هو تنفيذ عملية تجارية، وليس للاستثمار، وكل من يتعامل مع البيتكوين بهذا الهدف هو مضارب وليس مستثمر.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة أزيموت مصر، في تصريحات لموقع "نيوز رووم"، أن العملات ليست للاستثمار، بل لتسوية المعاملات التجارية بيع أو شراء، مضيفًا أنه عالي المخاطر جدًا ومتذبذب. لذلك، فالغالبية تتخوف من شرائه، بينما شدد على أنه من الأفضل للاستثمار أن يكون في أصول وعلى رأسهم الذهب، ومنه صناديق الاستثمار التي يتم التعامل عليها تحت راية الرقابة المالية.

الأسواق العالمية 

وفي السياق نفسه، الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، أن الاستثمارات في عهد ترامب لا تستند إلى القواعد الاقتصادية التقليدية، بل ترتكز على إثارة التوترات بتصريحات غير مدروسة تؤثر على الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات غالبًا ما تخدم مصالح رجال أعمال مقربين من ترامب.

ويضيف الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم" أن الأزمات العالمية تدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، إلا أن العملات المشفرة ما تزال شديدة التقلب، بسبب غياب الأصول الحقيقية التي تدعم قيمتها، فضلًا عن عدم خضوعها لرقابة الجهات النقدية الرسمية.

العملات المشفرة 

وأشار إلى أن البيتكوين قد تكتسب زخمًا أكبر في حال استمرار ترامب رئيسا للولايات المتحدة، خاصة مع دعمه للتكنولوجيا والمسارات الاقتصادية غير التقليدية، غير أن الحذر لا يزال يسيطر على قطاع واسع من المستثمرين تجاه العملات المشفرة، التي تُستخدم أحيانًا في أنشطة غير مشروعة، مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، لعدم إمكانية تتبع معاملات البيع والشراء.

وأكد شعيب أن الذهب والعقارات سيبقيان الملاذين الأكثر أمانًا خلال فترات الاضطراب، رغم صعود البيتكوين مؤخرًا إلى نحو 95 ألف دولار، بعد أن كانت دون مستوى 40 ألف دولار، مرجّحًا أن تشهد العملة موجة من جني الأرباح وتراجعات قريبة، رغم توقعات بعض المحللين بتجاوزها حاجز 110 آلاف دولار.

قيمة البيتكوين 

ومن جانبه، علّق الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، على القيمة السوقية المرتفعة للبيتكوين، مشيرًا إلى أن سعر العملة الواحدة يقارب 100 ألف دولار، ما يعادل نحو 5 مليون جنيه مصري، وهو ما يجعلها استثمارًا غير واقعي بالنسبة للطبقة المتوسطة أو حتى الغنية في مصر.

وقال الخبير الاقتصادي في تصريحاته لـ "نيوز رووم"، إن الاستثمار في العملات المشفرة لا يناسب الاقتصادات النامية، مشددًا على أهمية توجيه الأموال إلى مشروعات إنتاجية تخلق فرص عمل وتنعش الاقتصاد المحلي، بدلًا من المضاربة على أصول رقمية غير مدعومة بأدوات رقابة.

إصدارات البيتكوين 

وأوضح أن البيتكوين بدأت بقيمة أقل من نصف سنت، ولا يُعرف على وجه التحديد من أنشأها أو يتحكم بها، مشيرًا إلى أن المعروض من هذه العملة محدود جدًا بعد وقف إصدار وحدات جديدة منها، مما يدفع أسعارها إلى الارتفاع كلما زاد الطلب.

وفيما يتعلق بمستقبل البيتكوين، أشار "عبده" إلى أنها مثل السلع الأخرى، ستخضع لحركة تذبذب طبيعية صعودًا وهبوطًا وفق التوترات الجيوسياسية ومدى الإقبال عليها، مؤكدًا أن دعم ترامب لها لا يعني أنها ستصعد باستمرار، في ظل فشل سياساته السابقة في فرض رسوم جمركية جديدة، ووجود رفض داخلي لها.

 

تم نسخ الرابط