الصهيونية غير مرحب بها هنا
شرطة نيويورك تمنع احتجاجات بروكلين المناهضة لإسرائيل

منعت تعزيزات أمنية مكثفة ما عُرف بـ "احتجاجات بروكلين"، وهي احتجاجات مناهضة لإسرائيل، من الوصول إلى حي "كراون هايتس"، أحد أبرز الأحياء ذات الكثافة اليهودية في المدينة، وذلك وسط أجواء متوترة ترافقت مع دعوات احتجاجية على خلفية حادثة سابقة أثارت جدلاً واسعًا.
وانطلقت المظاهرة، التي وُصفت بأنها مناهضة للصهيونية، كتحرك ردًا على احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين وقعت يوم الخميس الماضي، خارج مقر حركة حاباد الحسيدية في كراون هايتس، خلال زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير.
شرطة نيويورك تمنع احتجاجات بروكلين
وشهدت تلك الاحتجاجات مناوشات حادة، أبرزها مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع يُظهر مجموعة من المتظاهرين اليهود المناهضين للفلسطينيين وهم يحيطون بامرأة كانت ترافقها الشرطة، ويقومون بالتحرش بها.
في أعقاب تلك الأحداث، انتشرت دعوات عبر الإنترنت لمظاهرة جديدة تحت شعار "فيضان كراون هايتس"، مترافقة مع شعارات معادية للصهيونية، من بينها "الصهيونية غير مرحب بها هنا"، بل إن أحد المنشورات حمل دعوة صريحة لمهاجمة اليهود.

وهذه الدعوات أثارت قلقًا واسعًا بين السكان المحليين والمنظمات اليهودية، ما دفع شرطة نيويورك إلى تعزيز وجودها الأمني في الحي تحسبًا لأي تصعيد.
ورغم دعوة الجماعات المؤيدة لإسرائيل، ومن بينها "بيتار"، إلى التصدي للاحتجاج، فإن الشرطة نجحت في منع وقوع مواجهات مباشرة. وقد نشرت "بيتار" مقاطع مصورة لأعضائها وهم على استعداد للتحرك، لكن التدخل الأمني حال دون أي صدام.
مظاهرات ضد إسرائيل
بدأت المظاهرة عند الساعة السابعة مساءً بتجمع نحو 50 متظاهرًا مؤيدًا للفلسطينيين أمام مركز باركليز، حيث رددوا شعارات مثل "الصهيونية خارج بروكلين الآن" و"المقاومة مبررة"، وسط تواجد كثيف لعناصر شرطة نيويورك.
وتضمنت اللافتات عبارات تصف الصهاينة بأنهم "عنصريون" و"إرهابيون" و"نازيون"، بينما رفع أحد أعضاء طائفة "ناطوري كارتا" اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة علمًا إسرائيليًا استُبدلت فيه نجمة داوود بصليب معقوف.

وبعد نحو ساعة من الاحتجاج، بدأ المتظاهرون مسيرتهم باتجاه كراون هايتس، ولكن الشرطة حالت دون وصولهم إلى وجهتهم. وعلى مدار ساعة، تحولت الشوارع إلى ساحة مطاردة تكتيكية بين المتظاهرين والشرطة، حيث أغلقت الأخيرة الشوارع واحدة تلو الأخرى مستخدمة الحواجز والدراجات النارية والعربات، ما اضطر المحتجين إلى تغيير مساراتهم أكثر من مرة.
في نهاية المطاف، تم توجيه المتظاهرين إلى "ساحة الجيش الكبرى" بالقرب من نقطة انطلاقهم، قبل أن يواصلوا المسير نحو شارع فلاتبوش جنوب كراون هايتس. وهناك، رددوا هتافاتهم لبضع دقائق أخرى قبل أن يتفرقوا.
فيديو الحريديم يثير الغضب
في المقابل، نفت المرأة التي ظهرت في الفيديو في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس" أنها كانت تشارك في الاحتجاج أصلاً، ما زاد من تعقيد المشهد والتأويلات المحيطة به.

وفي سياق متصل، أصدر الحاخام موتي سيليجسون، المتحدث باسم حركة حاباد، بيانًا في وقت سابق من اليوم ذاته، دان فيه بشدة "اللغة البذيئة وأعمال العنف" التي ارتكبتها "مجموعة صغيرة منشقة من الشباب"، مؤكدًا أن مثل هذه السلوكيات "مرفوضة تمامًا وتتنافى مع قيم التوراة".
وأشار سيليجسون في بيانه إلى أحداث "شغب كراون هايتس" عام 1991، حين اندلعت أعمال عنف بعد حادث سير مميت تسببت فيه سيارة كانت تقل الزعيم الديني الحسيدي مناحيم مندل شنيرسون، ما أدى إلى وفاة طفل من أصول أفريقية. واستمرت تلك الاضطرابات لعدة أيام، وأسفرت عن مقتل رجل يهودي.