عاجل

91 سنة من القوة.. كيف تفوقت اللاعبة الإيطالية "إيما مازينجا" على الشيخوخة؟

 الإيطالية إيما مازينجا
الإيطالية إيما مازينجا

في إنجاز رياضي وعلمي استثنائي، نجحت الإيطالية إيما مازينجا، البالغة من العمر 91 عامًا، في تحطيم رقم قياسي عالمي بالجري، مسجلةً 51.47 ثانية في سباق الـ200 متر، ما أثار دهشة المجتمع العلمي وأعاد تسليط الضوء على فوائد الرياضة مدى الحياة.

أداء خارق  من الإيطالية إيما مازينجا

تمكنت إيما مازينجا، المولودة عام 1933، من قطع مسافة 200 متر بزمن يضاهي أداء رياضيين يصغرونها بعقود، وهو ما دفع العلماء لدراستها على أمل فك شيفرة هذه القدرة البدنية النادرة، واللافت أن اللياقة القلبية التنفسية لمازينجا تماثل ما لدى امرأة سليمة في الخمسينيات من عمرها، ما يعد دليلاً ملموسًا على قدرة الجسم البشري على الحفاظ على وظائفه الحيوية مع التقدم في السن عند ممارسة الرياضة بانتظام.

 

<span style=
 الإيطالية إيما مازينجا في السباق

تحليل علمي دقيق: عضلات خارقة وفسيولوجيا شبابية

شارك باحثون من جامعتي بافيا الإيطالية وماركت الأمريكية في دراسة حالتها، وشملت الدراسة اختبارات على الدراجة، تمارين عضلات الفخذ، وخزعات عضلية دقيقة. وكشفت التحليلات أن مازينجا تمتلك مزيجًا فريدًا من ألياف العضلات:

  • ألياف بطيئة الانقباض: كبيرة الحجم وتعمل بكفاءة عالية في التحمل لفترات طويلة دون إرهاق.
  • ألياف سريعة الانقباض: قوية ومثالية للحركات السريعة والانفجارية مثل الركض السريع.

هذا التوازن النادر بين نوعي الألياف يمنحها القدرة على الجمع بين السرعة والتحمل، وهي قدرة لا تُرى عادة في من هم في عمرها.

التدريب البدني المستمر سر الأداء الاستثنائي

صرّحت الباحثة مارتا كولوسيو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن هذا الأداء الخارق قد يكون نتيجة مباشرة للتمارين البدنية المنتظمة طوال الحياة، موضحة: "التدريب المستمر يمكن أن يحافظ على الوظائف الجسدية ويمنع التدهور المرتبط بالعمر، حتى بعد التسعين".

وتابعت: "نتائجنا تؤكد أن ممارسة الرياضة في أي مرحلة عمرية- لمن لم يمارسوها سابقًا- يمكن أن تعزز الشيخوخة الصحية وتدعم نمط حياة نشطًا ومستقلاً".

قصة إلهام تتجاوز الأرقام

إيما مازينجا ليست فقط رياضية، بل رمز لقوة الإرادة. بدأت الجري في شبابها، ثم توقفت، قبل أن تعود إليه في سن الـ53، وتروي مازينجا في مقابلة مع رويترز: "ساعدني الجري على تجاوز أصعب فترات حياتي. لم أشعر بالوحدة أبدًا، لأنني كنت دومًا محاطة بأشخاص يشاركونني الشغف ذاته".

تزوجت عام 1963، وعادت إلى السباقات عام 1986. شاركت في سباقات 100، 200، 400 وحتى 800 متر، مثبتة أن العمر ليس عائقًا أمام تحقيق الإنجازات.

تحطيم الصور النمطية عن الشيخوخة

من خلال كسرها للرقم القياسي في سباق الـ200 متر، لم تُحقق مازينجا إنجازًا شخصيًا فقط، بل ساهمت أيضًا في تغيير المفاهيم التقليدية حول الشيخوخة، مؤكدة أن التقدم في العمر لا يعني بالضرورة تراجع الأداء البدني أو العزلة.

 

تم نسخ الرابط