بدر عبد العاطي: القضية الفلسطينية جزء أساسي من الأمن القومي المصري

في ظل تصاعد التوترات في قطاع غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن مصر تواصل دورها البارز في تهدئة الأوضاع وإعادة مسار اتفاق وقف إطلاق النار، رغم التحديات الاقتصادية والخسائر التي تكبدتها الدولة جراء الأزمة.

وجاءت تصريحات عبد العاطي خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "آخر النهار" مع الإعلامي خالد أبو بكر على قناة "النهار"، حيث تطرق إلى جهود القاهرة المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، وتنسيقها الدائم مع القوى الإقليمية والدولية بهدف احتواء الوضع في غزة.

نجاح مصري للهدنة

وأوضح وزير الخارجية أن مصر نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، وهو الاتفاق الذي أسفر عن تهدئة مؤقتة داخل قطاع غزة، ومهد لعودة تدريجية للاستقرار النسبي. إلا أن الجانب الإسرائيلي تراجع عن التزامه بالاتفاق في شهر مارس، مما أدى إلى تدهور خطير في الأوضاع الأمنية والإنسانية داخل القطاع، وفقًا لعبد العاطي.

وأشار إلى أن هذا التراجع كان ضربة قاسية لمساعي التهدئة التي قادتها مصر، وأثر بشكل مباشر على فرص تحقيق تقدم في الملفات الإنسانية وإعادة الإعمار داخل غزة.

تحركات دبلوماسية مستمرة

وأكد عبد العاطي أن مصر لم تتوقف عن التحرك النشط على المستويين العربي والدولي لإحياء مسار وقف إطلاق النار. وأوضح أن مصر تنسق بشكل مستمر مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع المحاصر، والتوصل إلى حل مستدام يضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين اليومية.

مشددا على أن الدولة المصرية تواصل دورها التاريخي في هذا الصدد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والخسائر التي تحملتها جراء الأزمة، وهو ما يعكس التزامًا ثابتًا من القيادة المصرية تجاه القضية الفلسطينية.

غزة قضية أمن قومي

وأوضح وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية ليست فقط ملفًا دبلوماسيًا، بل تمثل قضية مركزية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي المصري والعربي، قائلاً: "مصر تنظر إلى دعم الفلسطينيين ورفع المعاناة عنهم باعتباره جزءًا من مسؤوليتها الإقليمية، وهو ما يفسر استمرارها في تقديم الدعم رغم الضغوط الداخلية.

وأضاف: "مصر تمد يدها البيضاء باستمرار، وتضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها السياسية والإنسانية، وتدرك تمامًا أن استقرار المنطقة لن يتحقق دون الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية".

رسالة للمجتمع الدولي

واختتم عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تُوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن السكوت عن تدهور الأوضاع في غزة سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، داعيًا كافة الأطراف الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في الضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بالاتفاقات الموقعة.

وتابع: مصر لن تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال العمل الدبلوماسي أو إيصال المساعدات، وأنها ستظل ركيزة استقرار رئيسية في المنطقة، تسعى لوقف نزيف الدم الفلسطيني وإعادة الأمل في مستقبل أكثر عدالة.

وشدد على أن السنوات المقبلة ستشهد تحول مصر إلى مركز صناعي وتكنولوجي في إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة مع تزايد الشراكات الدولية وثقة العالم في إمكانيات القاهرة وقدرتها على لعب دور محوري في مستقبل الطاقة والصناعة.