الرئيس السيسي: مصر وأنغولا ترسمان ملامح شراكة استراتيجية جديدة

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع نظيره الأنغولي جواو لورينسو، أسفر عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم الاستراتيجية، وإطلاق مرحلة جديدة من الشراكة في قطاعات متعددة، تعكس حرص البلدين على تعزيز التعاون المستدام وتحقيق المصالح المشتركة.

التعاون الفني والاقتصادي

في خطوة تعكس تطورًا ملموسًا في العلاقات الثنائية، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.

وتابع: «تهدف هذه الاتفاقات إلى توسيع نطاق التعاون الفني والاقتصادي بين البلدين، من خلال دعم تبادل الخبرات وتنفيذ مشروعات مشتركة ذات بعد تنموي يخدم مصالح الشعبين المصري والأنغولي».

وشدد الرئيس السيسي على أن هذه الاتفاقيات ليست سوى بداية لمزيد من الشراكات القادمة، في ظل توافر الإرادة السياسية والفرص الواعدة في كلا البلدين.

دعم مصري شامل 

أكد الرئيس السيسي التزام مصر الكامل بتقديم كافة أشكال الدعم الفني والمؤسسي لأنغولا، مشيرًا إلى أن القاهرة على استعداد لتقديم المساندة في مجالات حيوية متنوعة تشمل الشرطة، الدفاع، الصحة، الإعلام، السياحة، الزراعة، ومكافحة الفساد، إلى جانب الطاقة المتجددة والدبلوماسية وبناء مؤسسات الدولة.

وأضاف السيسي أن التجربة المصرية في مجالات التنمية والإصلاح المؤسسي يمكن أن تمثل نموذجًا ملهمًا يُسهم في دعم التنمية الشاملة في أنغولا، مشددًا على أن هذا التعاون يعكس روح التضامن الأفريقي ويعزز أواصر الأخوة بين شعوب القارة.

مشروع "ممر لوبيتو"

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه من أبرز ما تم طرحه خلال المباحثات الثنائية هو مشروع "ممر لوبيتو" الاستراتيجي، الذي يُعد أحد الركائز التنموية الكبرى في القارة الأفريقية.

وأوضح أن المشروع يحمل فرصًا واعدة للتكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية، لا سيما في قطاعات التعدين والطاقة والبنية التحتية، مشيرًا إلى تطلع مصر لأن تكون شريكًا فاعلًا في تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع أنغولا والدول المعنية.

وشدد على أن "لوبيتو" يمثل منصة لتدعيم الروابط الاقتصادية الإقليمية ويعكس الرؤية الأفريقية المشتركة في بناء بنية تحتية عابرة للحدود تسهم في تعزيز التجارة، وتوفير فرص عمل، وتحقيق تنمية مستدامة.

رؤية نحو شراكة مستدامة

اختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أن العلاقات بين مصر وأنغولا تسير نحو مرحلة أكثر نضجًا وفعالية، في ظل رؤية موحدة وتفاهم سياسي عميق بين قيادتي البلدين.

وشدد على أن التنسيق المشترك وتكثيف الزيارات واللقاءات الثنائية سيسهم في تحويل التفاهمات إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، تعود بالفائدة على الشعبين وتعزز من مكانة أفريقيا في النظام العالمي الجديد.