السيسي: التعاون مع أنغولا جزء من استراتيجية مصر لتحقيق التكامل الأفريقي
في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وأنغولا، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مع نظيره الأنغولي جواو لورينسو خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في القاهرة. وأكدت المباحثات تطابقًا واضحًا في الرؤى وتوافقًا سياسيًا شاملًا بين البلدين نحو تعزيز الشراكة والتعاون.
عمق العلاقات التاريخية
استهل الرئيس السيسي كلمته بالإشارة إلى أن المباحثات كانت بناءة ومثمرة، وأنها تعكس الإرادة السياسية القوية من الجانبين لتعزيز مستوى العلاقات بين البلدين. وأكد أن هذه المحادثات استهدفت توسيع آفاق التعاون على كافة الأصعدة، وذلك انطلاقًا من العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين المصري والأنغولي.
وأضاف "السيسي" أن المرحلة الحالية تتطلب استثمار الإمكانات المتاحة في كلا البلدين، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي، ودعم مصالح الشعبين في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
التعاون الاقتصادي والاستثماري
كان التعاون الاقتصادي والاستثماري من أبرز ما تم مناقشته، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال. وتم الاتفاق على فتح قنوات جديدة للاستثمار المشترك، وتسهيل حركة التجارة، وتبادل الخبرات في مجالات عدة مثل البنية التحتية، والطاقة، والتكنولوجيا، والزراعة.
وأوضح السيسي أن مصر تتطلع لتعزيز حضور شركاتها في السوق الأنغولي، كما رحب بأنغولا بالاستثمارات المصرية في القطاعات الاستراتيجية داخل مصر، خاصة في المناطق الاقتصادية والصناعية التي تشهد تطورًا كبيرًا.
التوافق السياسي والرؤى الإقليمية
على المستوى السياسي، شهدت المباحثات تطابقًا في وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، ودفع جهود التنمية، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية.
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر تضع في أولوياتها دعم الاستقرار والتنمية في أفريقيا، مشيرًا إلى أن التكامل بين دول القارة يعد السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق طموحات الشعوب الأفريقية.
وأكد أن العلاقات بين مصر وأنغولا تمثل نموذجًا للتعاون الفعّال بين الدول الأفريقية، وأن هذا التعاون سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن في المنطقة.
تكثيف التعاون المشترك
في ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي أن هناك اتفاقًا واضحًا مع الرئيس لورينسو على أهمية تكثيف التعاون المشترك بوتيرة أسرع، تتناسب مع الإمكانات المتاحة والفرص الواعدة، مشددًا على أن العلاقات المصرية الأنغولية قادرة على أن تكون نموذجًا للتعاون البنّاء بين دول الجنوب.
كما أعرب عن تطلع مصر إلى زيادة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال، وتفعيل آليات المتابعة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بهدف ترجمة التفاهمات السياسية إلى مشروعات ملموسة تعود بالنفع على الشعبين.
