لا تكتفي بـ"كلمات المرور".. اكتشف 9 طرق يستخدمها الهاكرز لتجاوزها

رغم التأكيد المستمر على أهمية استخدام كلمات المرور القوية، إلا أن الخبراء في مجال الأمن السيبراني يؤكدون أن هذه الخطوة لا تكفي وحدها للتصدي لمعظم التهديدات الفعلية.
فالهاكرز لا يعتمدون فقط على اختراق كلمات المرور، بل يلجأون إلى أساليب متطورة تتجاوز هذا الحاجز الأمني، مثل هجمات التصيّد الاحتيالي، برمجيات تسجيل المفاتيح، واختطاف الجلسات.
لذا، فإن الاعتماد على أنظمة حماية متعددة، مثل المصادقة الثنائية والتحديث المستمر للبرمجيات، بات أمرًا ضروريًا لتأمين الحسابات الرقمية ضد الاختراقات.
لماذا ليست كلمة المرور هي المشكلة؟
المهاجمون لا يعتمدون دائمًا على تخمين كلمات المرور أو تجربة جميع الاحتمالات بالقوة الغاشمة. في كثير من الأحيان، يتجاوزون عملية تسجيل الدخول تمامًا أو يخدعونك لمنحهم الوصول.
إليك 9 تهديدات حقيقية لا تستطيع كلمة المرور المثالية حمايتك منها، وكيفية البقاء في أمان.
1. هجمات التصيّد الاحتيالي (Phishing)
تتجاوز هجمات التصيّد حتى أقوى كلمات المرور، حيث تستهدف العنصر البشري في الأمان.
فبدلًا من اختراق تسجيل الدخول، ينشئ المهاجمون مواقع ويب زائفة تبدو مطابقة تمامًا للمواقع الحقيقية، مثل صفحة تسجيل دخول مزيفة للبنك أو نافذة وهمية لـ Microsoft 365.
عادةً ما يتم تسليم هذه المواقع من خلال رسائل بريد إلكتروني عاجلة تخدع المستخدم للاستجابة بسرعة.
بمجرد إدخال كلمة المرور، يتم إرسالها فورًا إلى المهاجم الذي يستخدمها للوصول إلى الحساب، دون الحاجة إلى تخمين أو استغلال تقني.
حتى المستخدمين ذوي الخبرة قد يقعون في الفخ عند التسرع أو فقدان التركيز، لهذا السبب فإن التأني، التحقق من روابط المواقع، واستخدام المصادقة الثنائية (2FA) هي عوامل حاسمة لحماية الحسابات.

2. برامج تسجيل المفاتيح والبرمجيات الضارة
حتى كلمة المرور المثالية لن تحميك إذا كان نظامك مخترقًا. يمكن لأدوات Keyloggers تسجيل كل ضغطة مفتاح على الجهاز بصمت، بما في ذلك كلمات المرور والرسائل وعناوين المواقع الإلكترونية. غالبًا ما يتم تثبيت هذه البرامج ضمن ملفات ضارة أو عبر إضافات قديمة غير آمنة.
بمجرد تشغيل البرنامج، يتم تسجيل بيانات اعتمادك وإرسالها للمهاجم، دون أن تدرك حدوث ذلك. لهذا السبب، فإن تحديث النظام والبرمجيات، وتجنب التنزيلات المشبوهة، واستخدام برامج الحماية على الجهاز أمر ضروري للحفاظ على الأمان.
3. اختطاف الجلسات (Session Hijacking)
حتى لو كانت كلمة مرورك آمنة، فقد لا يحتاج المهاجمون إليها إذا تمكنوا من اختطاف الجلسة. يمكنهم سرقة ملفات تعريف الارتباط أو رموز المصادقة الخاصة بك واستخدامها لانتحال هويتك. بهذه الطريقة، يمكنهم الوصول إلى البريد الإلكتروني والحسابات البنكية والتخزين السحابي دون الحاجة إلى كلمة المرور.
هذا النوع من الهجوم أكثر خطورة عند استخدام أجهزة عامة أو مشتركة ونسيان تسجيل الخروج. كما أنه يمثل تهديدًا كبيرًا إذا لم تكن تطبيقات الويب محمية بشكل صحيح. تسجيل الخروج بعد الاستخدام، وتجنب حفظ الجلسات على الأجهزة العامة، واستخدام متصفحات تمنع المحتوى غير الآمن هي خطوات ضرورية لتجنب هذا النوع من الهجوم.
4. هجمات "الرجل في الوسط" (Man-In-The-Middle)
رغم أن تقنية HTTPS صعّبت من تنفيذ هذه الهجمات، إلا أنها لا تزال تحدث، خصوصًا على شبكات Wi-Fi غير الآمنة أو تلك التي تعاني من إعدادات غير صحيحة. يمكن للمهاجمين اعتراض أو تعديل البيانات أثناء انتقالها بين جهازك والإنترنت.
قد يُحقن المهاجمون تعليمات برمجية خبيثة في الصفحات التي تزورها، أو يعيدون توجيهك إلى مواقع ضارة، أو يعبثون بملفات التنزيل. استخدام VPN، وتجنب الشبكات العامة، والانتباه إلى تحذيرات الأمان في المتصفح يمكن أن يحميك من هذه التهديدات.
5. هجمات حشو بيانات الاعتماد (Credential Stuffing)
إذا تم اختراق كلمة مرورك سابقًا، يمكن للمهاجمين تجربتها تلقائيًا على مواقع أخرى باستخدام أدوات قوية. هذا الهجوم لا يعتمد على قوة كلمة المرور، بل على إعادة استخدامها في أكثر من حساب، مما يجعل اختراقها أمرًا سهلًا.
الطريقة الوحيدة لحماية نفسك هي استخدام كلمات مرور فريدة لكل موقع، مع الاعتماد على مدير كلمات المرور لجعل الأمر أكثر سهولة. إضافة المصادقة الثنائية (2FA) يجعل هذه الهجمات غير فعالة.

6. تخزين كلمات المرور غير الآمن
تستخدم المواقع الحديثة التشفير بالتمويه (Hashing) بدلاً من تخزين كلمات المرور كنصوص عادية، مما يجعلها أصعب في الاختراق. لكن بعض الأنظمة القديمة لا تزال تستخدم خوارزميات ضعيفة مثل MD5 أو SHA-1، مما يجعل كلمات المرور عرضة للخطر إذا تم اختراق قاعدة البيانات.
عند حدوث اختراق، فإن طريقة تخزين كلمة المرور هي ما يحدد مدى سهولة كشفها للمهاجمين. لذا، فإن استخدام كلمة مرور مختلفة لكل حساب هو الحل الأفضل لتجنب الوصول غير المصرح به إلى حساباتك الأخرى.
7. الأنظمة الضعيفة أمام الهجمات بالقوة الغاشمة
بعض الخدمات لا تضع قيودًا على عدد محاولات تسجيل الدخول، مما يُسهّل على المهاجمين تخمين كلمات المرور باستخدام أدوات مثل Burp Suite أو Hydra. الحل هنا ليس فقط كلمة المرور القوية، بل النظام الذي يُحدّ من المحاولات الفاشلة، ويُرسل تنبيهات عند تسجيل الدخول المشبوه، ويدعم المصادقة الثنائية.
8. إساءة استخدام خاصية إعادة تعيين كلمة المرور
المهاجمون قد لا يحتاجون إلى اختراق كلمة مرورك، بل يمكنهم ببساطة إعادة تعيينها عبر السيطرة على بريدك الإلكتروني أو رقم هاتفك. هجمات تبديل بطاقة SIM والتصيّد عبر البريد الإلكتروني تزيد من هذه المخاطر.
لذلك، يجب تأمين البريد الإلكتروني بوسائل قوية، واستخدام إجابات مزيفة لأسئلة الأمان، وعدم الاعتماد على الأسئلة السهلة التي يمكن تخمينها.
9. الهندسة الاجتماعية
الهندسة الاجتماعية تتجاوز جميع الدفاعات التقنية عبر استهداف الأشخاص مباشرةً. قد يدّعي المهاجم أنه زميل عمل أو مندوب دعم تقني للحصول على بيانات تسجيل الدخول. أحيانًا، لا يستهدفونك مباشرة، بل يخدعون شخصًا آخر لديه إمكانية الوصول إليك.
هذه الطريقة فعالة جدًا لأنها لا تعتمد على أدوات قرصنة، بل على الثقة. لتجنبها، يجب التحقق من هوية الأشخاص قبل مشاركة أي معلومات، وعدم الاستجابة بسرعة للطلبات العاجلة، والبقاء دائمًا متيقظًا لأساليب الخداع.
وامتلاك كلمة مرور قوية لا يزال ضروريًا، لكنه ليس كافيًا بمفرده، فالهجمات الحديثة تستغل الثغرات التقنية والبشرية لتجاوز كلمات المرور تمامًا.
لهذا السبب، يجب دعم كلمات المرور القوية بالعادات الأمنية الصحيحة، الأنظمة المحدثة، وفهم كيفية عمل الهجمات السيبرانية للبقاء في أمان، وكلما زادت معرفتك بالمخاطر الحقيقية، كانت فرصتك في التصدي لها أفضل.