عاجل

خالد الجندي يوضح الفرق بين الانتماء والولاء : "الأول فطرة.. والثاني تضحية"

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

تناول الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قضية محورية تتعلق بقيم الفرد وموقفه من مجتمعه، مسلطًا الضوء على الفرق الجوهري بين مفهومي الانتماء والولاء، مؤكّدًا أن ليس كل من لديه انتماء يملك ولاءً حقيقيًا، وأن الاختبار الحقيقي للولاء يظهر فقط في أوقات الشدة والمحن.

شعور فطري للإنسان

استهل الشيخ خالد، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر قناة dmc، حديثه بتعريف الانتماء باعتباره "حالة طبيعية يولد بها الإنسان"، مشيرًا إلى أن الانتماء يكون جبريًا في معظم الأحيان، فهو نابع من الميلاد أو البيئة التي ينشأ فيها الإنسان، موضحًا: "لما تتولد في بلد، تلقائيًا تبقى منتمي ليها، ولما تتربى في عيلة، تبقى منتمي ليها، وده شعور فطري لا يحتاج إلى إثبات".

وأوضح أن الانتماء يتوزع على دوائر متعددة مثل الانتماء الديني، الثقافي، اللغوي، المهني، الرياضي، والوطني، وكل هذه الدوائر تعكس طبيعة الإنسان الاجتماعية، مشيرًا إلى أن النقابات والاتحادات التي تجمع أفرادًا تحت مظلة مهنية أو ثقافية، هي من أدوات ترسيخ هذا الانتماء.

اختيار وإخلاص وتضحية

أما الولاء، بحسب الجندي، فهو أعلى مرتبة من مجرد الانتماء، لأنه لا يُفرض على الإنسان، بل ينبع من الاختيار والاقتناع والالتزام، قائلاً: "الولاء يعني إنك تدافع عن الكيان اللي بتنتمي ليه، تحميه وتضحي عشانه، سواء كان وطن، عيلة، مؤسسة أو جماعة".

وأشار إلى أن الولاء لا يظهر في أوقات الرفاهية والاستقرار، بل يُختبر في الشدائد والظروف الصعبة، مؤكدًا أن من يهاجم وطنه أو يخذله وقت الأزمات، قد يكون منتميًا له، لكنه بالتأكيد لا يملك ولاءً حقيقيًا.

ولاء العائلة كمثال

قدّم الجندي مثالًا من الحياة اليومية لتقريب المفهوم، قائلاً: "أن تكون ابنًا لعائلة، هذا انتماء، لكن أن تقف مع عائلتك وقت أزمتها، تحمي سمعتها وتدافع عنها، فهذا هو الولاء الحقيقي".

وأضاف أن الولاء يتطلب أفعالًا عملية ملموسة، مثل الإخلاص في العمل من أجل مصلحة الجماعة أو الوطن، والدفاع عن القيم والمبادئ التي تربط الإنسان ببيئته ومجتمعه.

الانتماء شعور والولاء التزام

شدد الجندي على أن الفرق بين الانتماء والولاء يجب أن يكون واضحًا لدى الجميع، واصفًا الانتماء بأنه "شعور داخلي" نابع من الهوية والنشأة، بينما الولاء هو "تصرف خارجي" يعبر عن الالتزام الحقيقي تجاه الكيان الذي ننتمي إليه.

واستشهد بحكمة تقول: "الانتماء شعور بيربطك بالمكان، والولاء فعل بيحمي المكان"، مضيفًا أن الإسلام أكد على كلا القيمتين معًا، مستدلًا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، في إشارة إلى أن الترابط والتضامن بين الناس يجمع بين الانتماء والولاء.

<strong>برنامج لعلهم يفقهون </strong>
برنامج لعلهم يفقهون 

دعوة للتأمل في المعنى 

في ختام حديثه، وجّه الشيخ خالد الجندي دعوة للمشاهدين لإعادة التفكير في مدى إخلاصهم لما ينتمون إليه، مؤكدًا أن الانتماء دون ولاء هو مجرد ارتباط شكلي، وأن حب الوطن أو الأسرة أو المؤسسة يجب أن يُترجم إلى أفعال تبرهن على الإخلاص والدفاع والتضحية.

تم نسخ الرابط