عاجل

"الأنفاق البلاستيكية".. مركز المناخ يكشف أسباب ظهور الفاكهة المبكرة

محصول البطيخ
محصول البطيخ

كشف الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، عن الأسباب العلمية وراء ملاحظة البعض لظهور مبكر لمحاصيل الفاكهة والخضروات في الأسواق المصرية، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق بتغير موسمي طبيعي بل بأساليب زراعية حديثة تُمكّن من تسريع الإنتاج دون الإخلال بالمواسم الزراعية المتعارف عليها.

بل تقنيات زراعة ذكية

في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المذاع على CBC، شدد الدكتور فهيم على أنه "لا توجد فاكهة تخرج عن جدولها الزمني الطبيعي من تلقاء نفسها"، موضحًا أن البطيخ المنتشر حاليًا في الأسواق ليس ناتجًا عن موسم الصيف التقليدي، بل هو من إنتاج "عروة الأنفاق البلاستيكية"، وهي طريقة زراعية متقدمة تُتيح زراعته مبكرًا خلال فصل الشتاء.

وأشار إلى أن هذه العروة تتم زراعتها في شهر نوفمبر من كل عام، وتُستخدم فيها أنفاق بلاستيكية لحماية النبات من البرد القارس، خاصة أن البطيخ من المحاصيل الحساسة جدًا لانخفاض درجات الحرارة.

ما هي "الأنفاق البلاستيكية"؟ 

أوضح فهيم أن عروة الأنفاق البلاستيكية تُعد من الأساليب الزراعية الذكية التي تمنح المزارع مرونة في توقيت الحصاد، وتختلف تمامًا عن الصوب الزراعية التقليدية، فالأنفاق تعتمد على تغطية النباتات بأغطية بلاستيكية منخفضة تشبه الأنفاق الصغيرة، ما يُحافظ على درجة حرارة مناسبة لنمو المحصول، مع تقليل التكاليف مقارنة بالصوب الكبيرة.

وأضاف أن هذه التقنية تسمح للمزارع بـالوصول إلى السوق مبكرًا، مما يمنحه ميزة تسويقية تنافسية، خاصة في حالة المحاصيل ذات الإقبال المرتفع مثل البطيخ، الكوسة، والخيار.

تقنيات زراعية  

وأكد رئيس مركز تغير المناخ أن استخدام الأنفاق البلاستيكية لا يهدف فقط إلى التسريع بطرح المحصول، بل يُعد أحد الحلول المهمة لمواجهة التغيرات المناخية ومخاطر تقلبات الطقس، بالإضافة إلى دوره في سد الفجوات السوقية بين المواسم الأساسية، مما يُساهم في الحفاظ على توازن الأسعار وتوفير المنتجات الزراعية طوال العام.

كما لفت إلى أن التوسع في استخدام هذه الأنظمة الزراعية يعكس تطور الفكر الزراعي في مصر، والتحول من الزراعة الموسمية إلى زراعة أكثر استدامة ومرونة تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة المناخية.

<strong>برنامج الستات ميعرفوش يكدبوا</strong>
برنامج الستات ميعرفوش يكدبوا

تقدير المجهود الزراعي

اختتم فهيم مداخلته بالتأكيد على أهمية رفع الوعي لدى المواطنين حول الفرق بين الزراعة المبكرة الطبيعية والزراعة المبكرة بالتقنيات الحديثة، حتى لا يتم تداول معلومات خاطئة تؤثر على سمعة المنتجات الزراعية أو المزارعين أنفسهم.

ودعا إلى ضرورة دعم وتشجيع مثل هذه الأساليب الزراعية المتطورة التي تُمثل مستقبل الزراعة في ظل التغير المناخي، مطالبًا الجهات الإعلامية بالمساهمة في نشر المعرفة الزراعية السليمة.

تم نسخ الرابط