بعد قضية الطفل ياسين.. استشاري نفسي يكشف طرق حماية الأطفال من المتحرشين

تصدرت قضية الطفل ياسين، البالغ من العمر 6 سنوات، عناوين الأخبار خلال الساعات الماضية بعد اتهام موظف إداري في إحدى المدارس بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة بهتك عرض الطفل. القضية التي أثارت ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي كشفت عن تفاصيل مؤلمة حول الحادث، مما دفع العديد من الناشطين إلى إطلاق حملة رقمية تحت شعار "حق ياسين لازم يرجع"، مطالبين بمحاسبة المتورطين وضمان حماية الأطفال في المؤسسات التعليمية.
في هذا السياق، تحدث د. محمد محمود حمودة، استشاري الطب النفسي ومدرس طب نفسي أطفال ومراهقين، عن اضطراب البيدوفيليا وكيفية حماية الأطفال من هؤلاء المتحرشين، مشيرًا إلى أن مرض البيدوفيليا هو اضطراب نفسي يعاني منه بعض البالغين الذين يثارون جنسيًا فقط على الأطفال. وأكد "حمودة" أن المتحرشين بالأطفال هم في الأساس مرضى نفسيون يحتاجون إلى علاج قبل العقاب، موضحًا أن التوعية للوقاية من مثل هذه الحوادث يجب أن تبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
وأشار د. حمودة إلى أن السن المناسب للحديث مع الأطفال عن أعضائهم التناسلية هو من عمر 4 سنوات، حيث يمر الطفل في هذه المرحلة بما يعرف بالمرحلة القضيبية وفقًا لنظرية فرويد. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل بتمييز أعضائه التناسلية واكتشافها، مما يجعل من الضروري توعية الطفل في هذه السن بما هو مسموح وغير مسموح به فيما يتعلق بجسده.
كما أكد "حمودة" على أهمية توعية الأطفال بشكل مستمر وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها في محيطهم، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، التي يجب أن توفر بيئة آمنة وسليمة للأطفال بعيدًا عن أي تهديدات قد تهدد براءتهم.
التوعية الجنسية عند الأطفال
وتكون التوعية من خلال المدرسة أو الحضانة أو الأب والأم وذلك عن طريق روسومات توضيحية للأطفال، وينبه الأطفال بالصراخ والجري في حالة قيام شخص غريب بلمس اعضائهم التناسلية، كما ينبه علي الأطفال بأن يذهبوا إلي دوره المياه بمفردهم ورفضهم دخول آخرين معهم في دوره المياه.
وأضاف حمودة بأن الخطورة تكمن في الكتمان حيث أن بعض الأهالي يعنفوا أبنائهم طوال الوقت وذلك يجعل الأطفال يخشون من أخبار أسرتهم لمعرفتهم بأن الأسرة سوف تقوم بعقابهم بدلاً من معاقبة المتحرش ولهذا السبب لا يخبر الأطفال أسرتهم بما تعرضوا له.

بناء الثقة بين الطفل وأسرته
مشيراً بأن يجب بناء الثقة بين الأبناء وأبائهم وخصوصاً إذا كان المتحرش من أقارب الطفل حيث أنه يشيع تحرش الأطفال من قبل أقاربهم ويقوم الأقارب بتهديد الأطفال في حالة إخبار أسرتهم بما حدث لهم وهذا يجعل الطفل يستسلم للمتحرش وتنشأ الأمراض النفسية في هؤلاء الأطفال من إضطراب سلوك، وسواس قهري، إضطراب قلق وإكتئاب وحتي بعض الشذوذات الجنسية والمثلية الجنسية نتيجة ما يتعرض له الطفل من تحرش ونتيجة ما يعرف بالتوحد مع المعتدي، ولذا فعقاب المتحرشين يردعهم عن فعلهم ويحمي الأطفال من الأمراض النفسية.