تقرير صادم.. أزمة نفسية غير مسبوقة إسرائيل تصيب ملايين المستوطنين بعد الحرب

كشف تقرير جديد عن أزمة نفسية غير مسبوقة في إسرائيل، حيث يعاني نحو 3 ملايين مستوطن من اضطرابات نفسية متنوعة، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وذلك عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023.
وأوضح التقرير الذي أبرزته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية أن نظام الصحة النفسية في إسرائيل فشل في التعامل مع هذا التدفق الهائل للحالات، مما أثار مخاوف داخل دولة الاحتلال بشأن تداعيات طويلة الأمد على الصحة العامة.
انهيار نظام الصحة النفسية في إسرائيل
وذكر التقرير، الذي أعده مراقب الدولة الإسرائيلي متنياهو إنجلمان، ونُشر يوم الثلاثاء، أن نظام الصحة النفسية في إسرائيل، الذي كان يعاني من صعوبات حتى قبل هذا الحدث التاريخي، انهار في الأيام الأولى من العملية التي قادتها حماس.
وأشار التقرير إلى أنه في الأشهر الستة التالية للهجوم المفاجئ واسع النطاق، تلقى حوالي 0.6% فقط من السكان علاجا للصحة النفسية عبر منظمات إدارة الصحة ومراكز الصمود، رغم أن 38% من السكان أبلغوا أنهم يعانون من أعراض تتراوح بين متوسطة إلى شديدة..
تحذيرات سابقة دون استجابة
وكتب إنجلمان: "حذرتُ من أوجه القصور في مجال الرعاية الصحية النفسية في رسالة إلى رئيس الوزراء بعد شهر تقريبا من العملية، لكن لم يتم تصحيح جميع الإخفاقات بالكامل بعد".
وبحسب نتائج التقرير، يعاني نحو 580,000 مستوطن إسرائيلي من عرض واحد على الأقل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بمستوى حاد نتيجة مباشرة لأحداث 7 أكتوبر وما تلاها.
إحصاءات مقلقة
وبمجرد اندلاع الحرب وإجلاء آلاف الإسرائيليين، كشف مراقب الدولة الإسرائيلي، أن نظام الصحة النفسية فشل في تقديم العلاج للنازحين.
وقال إنجلمان إن النظام عمل "دون نهج منظم، وبمبادرات تطوعية محلية، ودون الحفاظ على استمرارية العلاج أو توثيقه".
ومن بين عينة شملت 1,010 بالغين، أفاد ثلث المشاركين بأنهم يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب بمستوى متوسط أو شديد، بينما أبلغ نحو خُمسهم عن أعراض قلق.
وتتوقع الدراسة أن حوالي 900,000 شخص سيطلبون المساعدة لمشاكل الصحة النفسية في المستقبل. ومع ذلك، أظهر التقرير أنه منذ وقوع هجوم حماس، قدمت المراكز الصحية العلاج لأقل من واحد بالمئة من المستوطنين.
نظام رعاية صحية منهار
أوضح إنجلمان أن نقص الأيدي العاملة أدى إلى عدم كفاية العلاج المقدم من قبل منظمات إدارة الصحة ومراكز الصمود لتلبية الطلب المتزايد.
على سبيل المثال، من بين 10,500 طفل تم إجلاؤهم من سديروت، تم تقديم العلاج فقط لـ 440 طفلًا (4%).
أما بالنسبة للبالغين، فقد تلقى حوالي 11% فقط من جميع النازحين من المجتمعات الجنوبية والشمالية الرعاية النفسية من منظمات الصحة ومراكز الصمود بحلول نهاية 24 مارس.