دراسة": يهود أمريكا يؤيدون إسرائيل بنسبة 80%

لا يزال مستوى التفاعل بين اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة، مع مجتمعاتهم وهويتهم اليهودية مرتفعًا، بحسب دراسة جديدة أصدرتها الاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية (JFNA)، اليوم الثلاثاء.
وبعد مرور أكثر من عام ونصف على أحداث السابع من أكتوبر 2023، كشفت الدراسة، عن مدى تفاعل يهود أمريكا وعلاقتهم بإسرائيل ــ وفقًا لما نشرته "جيروزاليم بوست".
استمرار التفاعل
وأجريت الدراسة في مارس الماضي وشملت نحو 6000 مشارك، وأظهرت أن 72% من الأشخاص الذين زادوا من تفاعلهم مع اليهودية بعد الهجمات ما زالوا يحافظون على هذا التفاعل.
ورغم أن نسبة من يسعون إلى تعميق علاقتهم بالحياة اليهودية، انخفضت من 43% في العام الماضي إلى 31%، إلا أن هذه النسبة ما تزال أعلى من معدلات ما قبل الحرب، وهو ما يدل على استمرارية هذا "الزخم المجتمعي" بعد الصدمة الأولى.
زخم مؤقت
وأوضحت ميمي كرافيتز، وهي مسؤولة كبيرة في الاتحاد اليهودي، أن الناس ما زالوا يشعرون بتأثير الأحداث ويبحثون عن التواصل والانتماء، لكنها حذرت من أن هذا الزخم لن يستمر إلى الأبد.
أما أشكال التفاعل التي حافظ عليها اليهود الأمريكيون، فتشمل التواصل مع الأصدقاء اليهود، وحضور مناسبات دينية في الكنائس، والمشاركة في النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي ذات الطابع اليهودي.

العلاقة مع إسرائيل
وبحسب الدراسة، فإن الروابط العاطفية مع إسرائيل لا تزال قوية، حيث قال 79% من اليهود الأمريكيين إنهم يشعرون بتعلّقهم بإسرائيل، فيما قال 72% إن إسرائيل تجعلهم فخورين بهويتهم اليهودية.
ولكن في المقابل، هناك قلق كبير بشأن معاداة السامية، حيث أشار 79% من المشاركين إلى أنهم يشعرون بالقلق من تزايد هذه الظاهرة، و68% قالوا إنهم يشعرون بعدم الأمان عندما يعبرون علنًا عن دعمهم لإسرائيل.
تراجع الاهتمام
ومن ناحية أخرى، أظهر الاستطلاع أن الاهتمام العام بالصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بدأ يتراجع. فبينما قال 88% من الأمريكيين في أكتوبر إنهم يتابعون الحرب عن كثب، انخفضت هذه النسبة إلى 71%. فيما قال 50% إنهم يدعمون إسرائيل، مقارنةً بـ 5% فقط يدعمون حماس. اللافت أن مؤيدي حماس يشعرون براحة أكبر في التعبير عن آرائهم علنًا مقارنةً بمؤيدي إسرائيل.
ورغم ذلك، عبر معظم الأمريكيين، سواء من اليهود أو غيرهم، عن تعاطفهم مع الجانبين في الصراع، حيث قال 81% من اليهود و82% من عموم الأمريكيين، إنهم يتعاطفون مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقف إطلاق النار
لكن عندما سُئلوا عن وقف إطلاق النار، فضل معظمهم أن يكون مشروطًا، خاصةً بإطلاق سراح الرهائن وإبعاد حماس عن السلطة، بينما أيد 28% فقط وقفًا غير مشروط.
وأظهرت الدراسة عن تعرض اليهود إلى عدة هجمات؛ حيث قال حوالي ربعهم إنهم تعرضوا لهجمات أو تعليقات معادية إما على أرض الواقع أو عبر الإنترنت. وذكر ثلاثة أرباعهم أنهم سمعوا تعليقات معادية لليهود.
وبالنسبة لليهود الذين يظهرون هويتهم الدينية بوضوح، مثل ارتداء رموز دينية، فقد كانوا أكثر قلقًا على سلامتهم بثلاث مرات من غيرهم.
فروق الأجيال
وسلطت الدراسة الضوء على الفروقات بين الأجيال في المواقف. فالشباب اليهود (من 18 إلى 34 عامًا) يدعمون إسرائيل بنسبة 83%، وهي نسبة أقل من دعم كبار السن اليهود الذين تصل نسبتهم إلى 93%.
أما بين الشباب غير اليهود، فإن 23% فقط يدعمون إسرائيل، بينما ترتفع النسبة إلى 62% بين من هم في عمر 35 عامًا فأكثر.

أكد إيلان كرامر، وهو مسؤول في "JFNA"، أن الاستمرار في هذا التفاعل يُعد فرصة كبيرة ولكن أيضًا تحديًا. وشدد على أن المطلوب ليس فقط الحضور أو المشاركة، بل بناء علاقات اجتماعية قوية، وخلق بيئات يشعر فيها الناس بالانتماء، وتقديم تجارب يهودية مؤثرة يمكن أن تترك أثرًا طويل المدى.
وأوضح أن اللقاء مع الناس في أماكنهم الحالية، ودعوتهم للانخراط في مجتمعات حيوية، وخلق روابط ذات معنى، هو ما سيُسهم في تقوية الحياة اليهودية في أمريكا، حتى بعد انقضاء هذه الفترة الاستثنائية.