العلاج بالقراءة.. كيف تنقذ الكتب الآباء من ضغوط الحياة؟

يشعر معظم الآباء بالإرهاق بسبب التوفيق بين الاحتياجات العائلية والعملية في القرن الحادي والعشرين. ولكن يمكن للبعض الهروب بعد أن ينام الأطفال إلى جنوب الهند، حيث الجو الدافئ والمياه تحيطك من جميع النواحي والهواء يفوح برائحة الياسمين. وذلك من خلال قراءة كتاب "أبراهام فيرجيز" الرائع "عهد الماء". فهو يمثل فرصة للاسترخاء الذي يكون أغلب الآباء في أمسّ الحاجة إليها.
العلاج بالقراءة
وفقًا للأخصائية الاجتماعية "إميلي رامبل"، الحاصلة علي رخصة مزاولة المهنة من سبرينجفيلد ماساتشوستس، فإن هناك ما يُسمى بالعلاج بالقراءة وهو ممارسةً فعّالة للصحة والعافية، كما أنها تصفه لعملائها منذ 15 عامًا.
ولكن بالنسبة لمعظم الآباء فإنه: "لا توجد في الواقع فرص كثيرة للتهدئة والتأمل"، كما تقول رامبل، التي تُدرّس دورةً في العلاج بالقراءة في كلية كوينز بمدينة نيويورك. وهي أيضًا مؤلفة كتاب "العلاج بالقراءة في برونكس"، الذي سيُنشر في أبريل. وأضافت أن القراءة تُتيح استراحةً من العمل ورعاية الآخرين، كما يُمكن أن تكون وسيلةً لاكتساب رؤى شخصية.
تأثير القراءة
غالبًا ما يكون للكتب تأثيرٌ قويٌّ على الناس، إذ تُبكيهم أو تُثير غضبهم. قالت "رامبل": "إذا راودتك مشاعرٌ ما أثناء القراءة، فستجد فيها معلوماتٍ مفيدة". إذا توقف القراء وفكّروا في ما يدفعهم إلى ردود الفعل التي يشعرون بها، يُمكنهم اكتساب معرفةٍ قيّمةٍ عن أنفسهم. وأضافت أنه بالمثل، إذا وجد القراء أنفسهم مرتبطين عاطفيًا بشخصياتٍ مُعينة، فعليهم التفكير في ما يجعلهم يرتبطون بها.
وأوصت "رامبل" القراء بالاحتفاظ بمذكراتٍ لتدوين ما يتعلمونه عن أنفسهم. مضيفة أن القراءة والتأمل في موضوعٍ ما يُمكن أن يُتيح أيضًا فرصةً لرؤية الأمور من وجهات نظر الآخرين، بل وحتى إعادة النظر في معتقداتك.
وأفادت: "يمكننا أن نُدرك أننا ربما نُفكّر في أمرٍ ما بشكلٍ مُجرّد، أو ربما نُبالغ في تقدير الأمور. وأحيانًا نقرأ شيئًا ما ليساعدنا على إعادة صياغة منظورنا".
وأوضحت "رامبل" أن القصص تُذكّر القراء أيضًا بأنهم ليسوا الوحيدين الذين يعانون. وأضافت: "جميعنا نتأثر بنفس المشاكل الاجتماعية، ربما على مستويات مختلفة، وبطرق مختلفة". فهذا الإدراك يمكن أن يُساعد الناس على الشعور بوحدة أقل.
ومن المهم معرفة هويتك كقارئ، سواء كنت من محبي الروايات التاريخية، أو الخيال العلمي، أو السير الذاتية، أو الرومانسية، أو روايات الشباب، أو غيرها.
بالإضافة إلى أن بعض الناس يفضلون الكتب الصوتية، بينما يقرأ آخرون النسخ الورقية أو يستخدمون أجهزة القراءة الإلكترونية. فبغض النظر عن الوسيلة, أهم شيء هو أن تكون ممتعة للشخص.
القراءة مع متخصص
في حين أن بعض الناس يجدون القراءة وسيلة للاسترخاء واكتساب رؤى خاصة بهم، قالت "رامبل" إن المعالجين النفسيين يصفون الكتب أيضًا لمرضاهم كشكل من أشكال التعلم والشفاء. وتابعت: "العلاج بالكلام التقليدي، حيث يطرح عليك المعالج أسئلة شخصية للغاية أو تفاصيل حول تجارب صادمة، يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية".
وأضافت: "عندما تنظر إلى الأمر من منظور شخصية خيالية، يصبح من الأسهل بكثير التحدث عن بعض تلك الذكريات المؤلمة أو التفكير في تجارب مختلفة مررت بها".
أهداف القراءة
وعلى الرغم من فوائد الكتب، إلا أن الناس أصبحوا يقرؤون أقل، فقد قرأ الأمريكيون 12.6 كتابًا خلال العام الماضي - وهو أقل رقم منذ عام 1990 - وفقًا لاستطلاع "جالوب" لعام 2022. حتى أن الطلاب الجامعيين يقرؤون الآن أقل مما كانوا يقرؤونه قبل عقد من الزمان.
ولكن نصحت "رامبل" بأنه من الأفضل عدم تحديد أهداف لعدد الكتب التي ستنتهي منها في أسبوع أو عام. وقالت: "بمجرد أن نبدأ بالتركيز على مقدار ما نقرأه، فإننا نفقد متعة التباطؤ".