دونالد ترامب والصحافة
«فقط اتصل به».. صحيفة تكشف طريقة الحصول على مقابلة مع دونالد ترامب

يؤكد مسؤولو البيت الأبيض باستمرار أن دونالد ترامب هو "أسهل رئيس يمكن التواصل معه" على الإطلاق، وهو وصف يبدو دقيقًا بالنظر إلى سهولة الوصول إليه هاتفيًا.
ففي مقابلة جديدة أُجريت مع ترامب بمناسبة مرور مئة يوم على توليه منصبه للمرة الثانية، كشف صحفيون من مجلة "ذا أتلانتيك" تفاصيل مثيرة عن كيفية بدء المحادثة التي لم تكن مجدولة: مكالمة هاتفية مفاجئة.
مقابلة صحفية مع دونالد ترامب
وبحسب ما ورد في المجلة، فقد أجاب ترامب على هاتفه المحمول الشخصي ذات صباح يوم سبت أواخر الشهر الماضي، أثناء تواجده في ناديه الريفي في بيدمينستر، نيوجيرسي، بطريقة عفوية شبيهة بما يفعله أي شخص عادي عند تلقي مكالمة من رقم غير معروف، حيث قال: "من المتصل؟"
كان المتصلان هما مراسلا مجلة "ذا أتلانتيك"، آشلي باركر ومايكل شيرر، اللذان سبق وأن وافق ترامب على إجراء مقابلة معهما. غير أن ترامب كان قد شن هجومًا عليهما عبر منصة "تروث سوشيال" قبل أيام من موعد المقابلة المقررة في البيت الأبيض.
وكتب ترامب في منشور هجومي: "آشلي باركر غير قادرة على إجراء مقابلة نزيهة وغير متحيزة. إنها مجنونة يسارية راديكالية وكانت سيئة للغاية طوال معرفتي بها". كما وجه انتقادات لاذعة إلى مايكل شيرر، مدعيًا أن الكاتبة لم تكتب قصة عادلة عنه يومًا، وسخر من مجلة "ذا أتلانتيك"، واصفًا إياها بـ"مجلة من الدرجة الثالثة" ستغلق أبوابها قريبًا.

ورغم هذه الهجمات، بدا ترامب متماسكًا عندما تلقى الاتصال بعد عدة أيام، وأجرى مع المراسلين مقابلة مرتجلة كانت إدارة البيت الأبيض قد ألغتها في وقت سابق.
ووفقًا للصحفيين، بدا ترامب متحمسًا للحديث عن إنجازاته، معترفًا في لحظة تأمل نادرة بأن فترته الثانية في الحكم تبدو مختلفة عن الأولى. وقال: "في المرة الأولى، كان علي القيام بأمرين - إدارة البلاد والبقاء على قيد الحياة؛ كان لدي كل هؤلاء الأشخاص الملتويين.. في المرة الثانية، أنا أدير البلاد والعالم".
سهولة الوصول إلى دونالد ترامب
تعكس قصة هذه المقابلة سهولة الوصول غير العادية إلى ترامب، وهي ميزة جلبها معه إلى ولايته الثانية في البيت الأبيض، لكنها تثير أيضًا مخاوف أمنية كبيرة، بحسب خبراء تحدثوا إلى مجلة "نيوزويك".
ولم تكشف مجلة "ذا أتلانتيك" عن كيفية حصولها على رقم هاتف ترامب، لكنها أوضحت أن موظفي البيت الأبيض "لا يملكون سيطرة كاملة" على اتصالاته الشخصية.
وقد أبدى بعض خبراء الأمن السيبراني قلقهم حيال هذا الوضع. وعلق لي ماكنايت، الأستاذ المشارك في كلية دراسات المعلومات بجامعة سيراكيوز، قائلاً: "إذا كان ترامب يستخدم جهازًا عاديًا يعمل بنظام جوجل أو أندرويد، فيجب أن نفترض أن هناك عدة حكومات تتنصت على مكالماته، وليس فقط حكومة الولايات المتحدة".
وأضاف ماكنايت، أن حتى في حال استخدام ترامب لهاتف آمن كالذي يستخدمه المسؤولون العسكريون، فإن انتشار رقم هاتفه الشخصي يظل مدعاة للقلق. وأوضح: "السؤال هنا: من يستطيع الوصول إلى الرقم؟ كم عدد الأشخاص القادرين على الاتصال به مباشرةً؟ إن أسلوب ترامب كان دائمًا يعتمد على الانفتاح والتواصل المباشر، متجاوزًا الإجراءات الأمنية المعتادة التي تهدف إلى حماية من يشغل منصب الرئيس من التهديدات المختلفة".
وأشار ماكنايت إلى أن حصول باركر وشيرر على رقم هاتف ترامب يُرجح أن أرقام الاتصال به متوفرة لدى العديد من الصحفيين في واشنطن ونيويورك، مما قد يخلق ثغرات أمنية خطيرة.
كما حذر ماكنايت، من أن اختراقات مثل عمليات التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي قد تُستخدم ضد ترامب. وقال: "يمكن أن تُنتج تسجيلات صوتية مزيفة لرؤساء دول آخرين عبر مقاطع صوتية قصيرة، مما قد يؤدي إلى مواقف خطيرة للغاية".

مخاطر استخدام ترامب لهاتفه الشخصي
من جهته، رأى ماثيو هيكس، الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب في معهد فرجينيا بوليتكنيك وجامعة ولاية فرجينيا، أن استخدام ترامب لهاتفه الشخصي قد لا يمثل تهديدًا كبيرًا إذا اقتصر على التواصل مع المراسلين والأصدقاء والمقربين.
وقال هيكس: "إذا كان استخدام الهاتف يقتصر على المحادثات الاجتماعية، فلا أرى خطورة كبيرة. أما إذا كان يصدر أوامر تنفيذية عبره، فإن الخطر يكمن في إمكانية تنفيذ هجمات تبديل شريحة SIM، ما قد يسمح للمخترقين بانتحال هويته عبر تسجيلات صوتية مزيفة".
وأضاف هيكس أن معظم الخصوم الدوليين المحتملين لديهم بالفعل رقم هاتف ترامب، مشددًا على أن السؤال الجوهري يتعلق بكيفية استخدام الجهاز، وليس مجرد امتلاكه.
وفي تعليق مقتضب، قال دونالد ترامب الابن لمجلة "نيوزويك" عبر رسالة نصية: "هذا ليس الرئيس ترامب"، دون أن يقدم مزيدًا من الإيضاحات.