عاجل

معجزة طبية..الحياة تدب في رحم مريضات «سرطان الحوض » | تفاصيل

فريق جامعة المنصورة
فريق جامعة المنصورة أثناء اجراء العملية

الأمومة غريزة .. ومشاعر نادرة جدًا تتفهمها كل سيدة مهما كان سنها، ولكن هناك العديد من الموانع تحول فى بعض الأحيان عن اختبار هذه التجربة، والمؤسف حقا أن يكون هذا المانع، مرض لعين لا يطرق باب الإستئذان، يلتهم الجسد والروح والقلب ويغلق معه أبواب الأمل ونوافذ نور الحياة، وهو سرطان الحوض، الذي يقف أمام حلم الأمومة، لكل ما يحتويه من قسوة في علاجه وخطورة علاجه الإشعاعي الذى يدمر الرحم تمامًا.

لكن ماذا لو أيضا هناك أملاً جديدًا يحمي "بيت الجنين".. تقنية جديدة  في العالم، لإنقاذ رحم النساء من خطورة العلاج الإشعاعي في حالات سرطان الحوض ويمنح الحالمات بالأمومة قبلة الحياة 

كيف وأين ومن أبطال الحكاية؟

في البداية أورام الحوض هو واحد من أنواع السرطان التى تتسم بخطورة العلاج فى جميع المراحل، وتستلزم الخضوع إلى العلاج الإشعاعي، لمدة شهر ونصف، وهذا النوع من العلاج، يدمر المبايض والرحم نهائيًا، وكأن الفتاة خُلقت من غيرهما، وتفقد المرأة حلم الإنجاب إلى النهاية.

ولإنقاذ الرحم في هذه الحالة، قدمت دولة البرازيل في عام 2020 تقنية جديدة أثناء العلاج بالإشعاع  لسرطان الحوض، وهي فصل عنق الرحم من المهبل، وقلبه عند البطن، أثناء فترة العلاج الإشعاعي، ثم عودته مرة أخرى بعد العلاج.

أما في أمريكا في مركز MSK  أكبر مركز أورام في العالم، أقدمت فتاة تُدعى " دانا فيرجارا" على هذه العملية، ونجحت بنسبة 100%، وذلك في عام 2022، وجاءت المفاجأة أن العام الماضي 2024، حملت وأنجبت طفلاً.

 
 " دانا فيرغارا" .. أول حالة في العالم تُجري عملية رفع الرحم وتنجح وتنجب طفلاً

 

في مصر .. 3 حالات حتى الآن

وفي مصر جاء فريق طبي ماهر، يحمل أمل العلاج لمريضات أورام الحوض، لتنفيذ هذه التقنية الجديدة للحفاظ على الرحم، وعنها تحدث الدكتور باسل رفقى، أستاذ جراحة أورام النساء بمركز أورام المنصورة وسكرتير عام الجمعية المصرية لأورام الإناث، وعضو الفريق الطبي الذى يجرى هذا النوع الدقيقة من الجراحات النادرة لـ “نيوز رووم"، قائلا : "رفع الرحم" هي تقنية حديثة وأثبتت نجاحها في مصر، ونحن أول دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي، نعتمد على هذه التقنية، التى تم بها علاج  30 حالة على مستوى العالم فى 7 دول، منهم 3 حالات فى مصر.

العملية الأولى تمت في كلية طب جامعة المنصورة، والثانية بكلية الطب جامعة أسيوط، أما العملية الأخيرة كانت الأسبوع الماضي في كلية طب المنصورة أيضا.

وأوضح الدكتور باسل رفقى، شارك معى الزملاء د.أميرة زيدان من البحرين، ود.سحر البشير من السودان ود.عمرو أبو زينة من فلسطين، فى إجراء العملية الأولى فى مصر بعد التأكد من الحالة الصحية للمريضة، إذ  يشترط أن تكون في المراحل المبكرة من السرطان، ومُصابة بأورام هادئة، ونسب شفاؤها عالية، أما الحالة الثانية  كانت فى أسيوط بمشاركة، أ. د علاء إسماعيل، وأ.د هشام أبو طالب بوحدة أورام النسا بجامعة أسيوط، والحالة الأخيرة كانت في المنصورة  الأسبوع الماضي، مضيفا أن نسبة نجاح عملية "رفع الرحم" بلغت 85%، موضحا أن ٣ الحالات التى خضعن فى مصر للعلاج بهذه التقنية، فتاة لم تتزوج بعد، والأخريات مطلقات، ولكن تم التأكد من صحة الرحم بالفحوصات الطبية وحالتهن مستقرة بشكل كبير .

 

فريق أطباء أسيوط
الفريق الطبي لحالة أسيوط 

وأكد د.باسل، أن الداعم الأول في الموافقة على اجرائنا هذه العملية في مصر، هو دكتور طارق غلوش، نائب رئيس جامعة المنصورة لشئون البحوث والدراسات العليا، والآن نستعد لتنفيذ هذه التقنية الطبية الحديثة فى مملكة البحرين للمرة الرابعة .

د.باسل رفقي.. أول عضو غير أوروبي بالجمعية الأوروبية للأورام النسائية

يشار إلى أن الدكتور باسل رفقي، سكرتيرعام الجمعية المصرية لأورام الإناث، يعد أول عضو غير أوروبي فى الجمعية الأوروبية للأورام النسائية، وأعد ورقة بحثية عملية "رفع الرحم" لمريضات سرطان الحوض، بشأن الحالات الثلاث فى مصر، وحصل على موافقة من لجنة الأخلاقيات بكلية طب المنصورة على هذا البحث، على أن يتم نشر تلك الورقة البحثية خلال العام الجاري.

 

تم نسخ الرابط