أستاذ اقتصاد: تحديث المصانع هو مفتاح استعادة صادرات الغزل والنسيج
أستاذ اقتصاد: تحديث المصانع هو مفتاح استعادة صادرات الغزل والنسيج

قال الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن صناعة الغزل والنسيج في مصر تُعد من أعرق الصناعات الوطنية، حيث ارتبط اسم مصر عالميًا بالقطن طويل التيلة، الذي كان لفترة طويلة أحد أبرز مقومات التنافسية المصرية، مشيراً إلى أنه مع ذلك، شهدت صادرات الغزل والنسيج المصرية خلال السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا بسبب عدد من التحديات الهيكلية والتشغيلية.
تقادم المعدات وأثره على جودة الإنتاج
أوضح الإدريسي في تصريح خاص لـ"نيوز رووم" أن من أبرز المعوقات التي يواجهها القطاع هو الاعتماد على ماكينات وخطوط إنتاج قديمة، مما أدى إلى تراجع جودة المنتجات وزيادة تكاليف التشغيل، مؤكداً أن هذا الوضع أفقد المنتج المصري قدرته على التنافس مع دول مثل بنغلادش وفيتنام، التي تعتمد على مصانع حديثة وتكنولوجيا تصنيع متطورة.
تكاليف مرتفعة تزيد العبء على الصناعة
أشار "الإدريسي" إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة والمياه والخامات في مصر يمثل تحديًا إضافيًا أمام قطاع الغزل والنسيج. ونتيجة لذلك، أصبح من الصعب منافسة السلع الأرخص التي تغمر الأسواق العالمية، خصوصًا تلك القادمة من دول آسيوية تمتلك بنية تكلفة أقل.
نقص الكوادر المدربة وأثره على الإنتاجية
أضاف الإدريسي أن نقص العمالة المدربة يعتبر من العقبات الكبرى التي تعرقل تطور الصناعة، ويرجع ذلك إلى غياب برامج التدريب المهني الحديثة وضعف التنسيق بين مؤسسات التعليم الفني واحتياجات سوق العمل الفعلية. الأمر الذي انعكس سلبًا على الإنتاجية وجودة المنتجات المصرية.
أزمة القطن المحلي وتأثيرها على الهوية الإنتاجية
لفت الدكتور على الإدريسي إلى أن تراجع المساحات المزروعة بالقطن طويل التيلة أثر بشدة على هوية الصناعة المصرية. حيث اضطرت العديد من المصانع إلى استيراد أقطان متوسطة وقصيرة التيلة بأسعار مرتفعة، مما أفقد المنتجات المصرية أحد أبرز عناصر تميزها التقليدي.
البيروقراطية وعقبات التصدير
كشف الإدريسي أن تعقيد الإجراءات الإدارية وطول مدة الحصول على التراخيص وإنهاء عمليات التصدير يمثلان عقبات حقيقية أمام القطاع، كما أن هذه المشكلات تسببت في فقدان مصر لعدد كبير من الفرص التنافسية في الأسواق الخارجية، لصالح دول أخرى استطاعت اقتناص حصة أكبر من السوق الدولي.
ضعف التسويق الخارجي ومنافسة الأسواق العالمية
أوضح الإدريسي أن مصر لم تقم بجهود كافية لتحسين حملات التسويق الخارجي لمنتجاتها أو تحديث صورتها لدى الأسواق العالمية، و في المقابل، استطاعت دول أخرى أن تحقق اختراقًا واسعًا بفضل أسعار منخفضة وجودة منتجات مقبولة، مما ضاعف من حدة المنافسة الدولية.
ضرورة تبني خطة شاملة للتطوير
اختتم الإدريسي تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وضع خطة استراتيجية شاملة لإعادة إحياء قطاع الغزل والنسيج. تشمل هذه الخطة تحديث المصانع والمعدات، تدريب الكوادر الفنية، دعم الصادرات، وتعزيز تنافسية المنتج المصري عالميًا، حتى تستعيد هذه الصناعة دورها الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني.