دار الإفتاء توضح حكم ترك البسملة في سورة الفاتحة أثناء الصلاة

تعد سورة الفاتحة الركن الأساسي في الصلاة، ولا تصح الصلاة بدون قراءتها. وبينما يردد المسلمون آياتها في كل ركعة، يطرح البعض تساؤلات حول حكم ترك البسملة فيها، خاصةً مع اختلاف المذاهب في اعتبارها آية مستقلة من الفاتحة. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لهذه المسألة مدعومًا بالأدلة من القرآن والسنة.
حكم قراءة البسملة في الفاتحة أثناء الصلاة
أكدت دار الإفتاء أن قراءة البسملة في بداية الفاتحة سنة مستحبة وليست فرضًا أو ركنًا من أركان الصلاة. وبالتالي، فإن ترك البسملة - سواء عمدًا أو سهوًا - لا يبطل الصلاة. ومع ذلك، فإن الأفضل والأكمل للمصلي أن يقرأها اتباعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشارت إلى أن جمهور العلماء يرون أن البسملة جزء من الفاتحة في القراءة، لكنها ليست شرطًا لصحة الصلاة، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، دون اشتراط البسملة لصحة القراءة.
اختلاف المذاهب حول البسملة
تناولت دار الإفتاء آراء المذاهب الفقهية المختلفة بخصوص البسملة، والتي جاءت كالتالي:
الشافعية: يعتبرون البسملة آية من الفاتحة، ويجب قراءتها في الصلاة.
الحنابلة والمالكية: يرون أن البسملة ليست آية من الفاتحة، وتُستحب قراءتها دون أن تكون فرضًا.
الحنفية: يقرؤون البسملة سرًا قبل الفاتحة، ولا يعدّونها آية منها.
وبناءً على هذا الخلاف الفقهي، أوضحت الإفتاء أن الأفضل الخروج من الخلاف بقراءة البسملة في الصلاة، إلا أن تركها لا يوجب إعادة الصلاة.
ماذا يفعل المصلي إذا نسي البسملة؟
وأضافت دار الإفتاء، فإن المصلي إذا نسي البسملة عند بدء الفاتحة، وأكمل قراءته للفاتحة ثم تذكر، فليس عليه شيء، ولا تبطل صلاته، ولا يطالب بسجود السهو لهذا السبب.
وذلك لأن قراءة البسملة ليست فرضًا بل سنة مستحبة، وفعل السنة لا يوجب الإعادة أو السهو إذا تُركت نسيانًا.
هل البسملة تقرأ جهرًا أم سرًا في الصلاة؟
حول طريقة قراءة البسملة، أوضحت دار الإفتاء أن المسألة فيها تفصيل:
في الصلاة الجهرية، مثل الفجر والمغرب والعشاء، يستحب أن يجهر الإمام بالبسملة.
أما في الصلاة السرية، مثل الظهر والعصر، فتُقرأ البسملة سرًا دون جهر بها.
وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم أحيانًا ويُخفيها أحيانًا، مما يدل على الجواز في الحالتين بحسب الحال والمصلحة.
الحكمة من قراءة البسملة
وأوضحت دار الإفتاء أن البسملة تحمل أثرًا عظيمًا في الصلاة، إذ تفتتح بها السورة وتضفي طمأنينة وبركة على الصلاة، كما تُعلّم المسلم أن يبدأ كل أمر باسم الله، تبركًا واستعانة به عز وجل.
ترك البسملة لا يبطل الصلاة
في الختام، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن ترك البسملة في الفاتحة أثناء الصلاة لا يبطل الصلاة، ولا يؤثر في صحتها، سواء نسي المصلي أو تعمد الترك، لكنها سنة مؤكدة، والأفضل للمسلم أن يحافظ على قراءتها اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ودعت الإفتاء، المسلمين إلى الحرص على قراءة الفاتحة كاملة مع البسملة لتحقيق الخشوع الكامل في الصلاة، مع التأكيد على أن الدين يُسر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها.