عاجل

بعد تزايد حالات العنف والقتل.. خبير نفسي يكشف لنيوز رووم الأسباب

العنف
العنف

شهد المجتمع خلال الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في معدلات العنف والقتل، لا سيما بين أفراد الأسرة الواحدة، ما أثار حالة من القلق والتساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التحول السلوكي الخطير. وفي هذا الإطار، يقدم الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، رؤية تحليلية تربط بين المتغيرات الثقافية والاجتماعية والنفسية التي أسهمت في تفشي هذه الظواهر.

أسباب العنف والقتل

يقول الدكتور فرويز لموقع "نيوز رووم"، إن المحاولات لتغيير طبيعة وقيم المجتمع المصري بدأت منذ عقود طويلة، خاصة على مستوى الثقافة، حيث دخلت ثقافات دخيلة على المجتمع، وعلى رأسها الثقافة الوهابية. ويشرح أن علم الأنثروبولوجيا يوضح أن اندماج ثقافتين مختلفتين عادة ما يؤدي إلى استخلاص أسوأ ما فيهما، مشيرًا إلى الفرق الجوهري بين الثقافة النهرية التي تميز المصريين، والثقافة الصحراوية التي دخلت عليهم.

ويؤكد فرويز أن هذا التداخل الثقافي أدى إلى تدهور تدريجي في القيم والأخلاق، مما انعكس على السلوكيات العامة للأفراد، حيث بات العنف حاضراً بوضوح في الدراما التلفزيونية والأفلام، التي أصبحت مرآة لانحدار السلوك المجتمعي. ويرى أن الإشكالية ليست فقط في محتوى هذه الأعمال الفنية، بل أيضًا في استعداد المتلقي، حيث أن قلة المخزون الثقافي لدى عدد كبير من الأفراد تدفعهم إلى تقليد ما يشاهدونه دون وعي أو تحليل نقدي.

وأضاف أن المشاهد العنيفة التي تبث عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تسهم أيضًا في ترسيخ هذا السلوك. فالعقل الباطن يقوم بتخزين هذه الصور والمواقف، وعند تعرض الإنسان لموقف مشابه، قد يتصرف تلقائيًا بما شاهده سابقًا، خاصة إذا لم يمتلك خلفية ثقافية وقيمية راسخة تساعده على التمييز بين الصواب والخطأ.

كما أشار إلى أن الضغوط الحياتية والاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، تساهم في رفع مستويات التوتر والعنف، حيث يجد البعض أنفسهم غير قادرين على التعامل مع المشكلات اليومية بطرق عقلانية، مما يؤدي إلى انفجارات غضب قد تصل إلى حد العنف الشديد أو القتل.

وختم الدكتور فرويز بالتأكيد على أهمية رفع الوعي الثقافي وتعزيز القيم الأخلاقية، إلى جانب تقديم محتوى إعلامي أكثر إيجابية، والاهتمام بالصحة النفسية كخطوة ضرورية للحد من مظاهر العنف المتزايدة داخل المجتمع.

تم نسخ الرابط