أبطال لا يعرفون المستحيل.. هاجر تحدت الإعاقة بالرسم والتفوق الدراسي بسوهاج

في قرية بناويط التابعة لمركز المراغة شمالي محافظة سوهاج، نشأت هاجر مصطفى المراغي، خريجة كلية التربية النوعية، التي ضربت أروع الأمثلة في التغلب على الإعاقة رغم التحديات.
فقدت هاجر سمعها في عمر العام والنصف إثر إصابتها بحمى شوكية، أثرت على العصب السمعي لديها، لتدخل في عالم الصمت مبكرًا، ورغم ذلك، لم تمنع الإعاقة عزيمتها، بل كانت دافعًا لها نحو التميز، حيث أبدعت في مجال الفن التشكيلي، وجسدت من خلال لوحاتها قصصًا وحكايات تنطق بجمال الألوان وصدق الأحاسيس.
وتمكنت هاجر، من تحويل معاناتها إلى مصدر إلهام، رافضة الاعتراف بالمستحيل أو الصعب، وبرزت موهبتها منذ مراحلها الأولى في التعليم، حيث تمكنت من حصد المركز الأول على مستوى الجمهورية للمدارس الثانوية للصم وضعاف السمع عام 2017، لتثبت أن الإصرار والموهبة قادران على كسر كافة القيود.
وقال مصطفى المراغي، معلم بالأزهر الشريف ووالد هاجر الفنانة من ذوي الهمم إنه عانى معاناة شديدة في إلحاق ابنته بكلية التربية النوعية بعد تخرجها من الثانوية، بسبب رفض الكلية والجامعة قبول ابنته بحجة أنها لا تقبل المعاقين خاصة الصم، مضيفًا أنه قدم لابنته ثلاث مرات على الكلية وترفض بسبب صممها، وفي المرة الرابعة تُقبل ويتحمل هو نفقات المواد الخام التي يتم تدريب ابنته عليها، والتي أرهقته ماديًا، مؤكدًا أن ابنته تعتبر أول طالبة صماء على مستوى محافظة سوهاج تلتحق بكلية التربية النوعية ولكن بجامعة جنوب الوادي.
وأوضح "المراغي" أن لديه 5 أبناء هم"، هاجر حاصلة على كلية تربية نوعية، هدير حاصلة على كلية تربية عام جامعة سوهاج، سليمان بالتعليم الجامعي، وكمال بالتعليم الثانوي، وماجد بمرحلة التعليم الابتدائي.
وأشار "المراغي"، إلى أن ابنته "هاجر" نفذت العديد من التماثيل لشخصيات عامة ودينية، لافتًا إلى أنها بجانب تفوقها الدراسي طوال مراحل تعليمها تجيد الأعمال المنزلية من الطبخ والطهي بجدارة.
لتضرب بذلك هاجر مصطفى المراغي أروع الأمثلة في الإصرار والتحدي والعزيمة التي لا تعرف المستحيل أو الصعاب في طريق الطموح، أروع الأمثلة لأي شخص مهما كان نوعه أو سنه في تحقيق حلمه والوصول إليه مهما كانت الأشواك والعربات في طريقه.