دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي في التبرع بالأعضاء بعد الموت

في ظل تطور الطب الحديث، وازدياد الحاجة إلى زراعة الأعضاء لإنقاذ الأرواح، تزايدت التساؤلات حول مشروعية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فما هو موقف الشريعة الإسلامية من هذا الأمر؟.
أوضحت دار الإفتاء المصرية، إلى جانب عدد من كبار العلماء والهيئات الشرعية، أن التبرع بالأعضاء بعد الموت جائز شرعًا بشروط وضوابط محددة، معتبرين ذلك من قبيل الصدقة الجارية والإحسان إلى الآخرين.
وأكدت الفتاوى الرسمية أن التبرع بالأعضاء يندرج تحت باب إنقاذ النفس البشرية، وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، استنادًا إلى قوله تعالى:
“وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (سورة المائدة: آية 32).
وشدد العلماء على ضرورة تحقق بعض الشروط الأساسية، أبرزها:
• ألا يتم التبرع بالأعضاء مقابل مال أو منفعة دنيوية.
• أن يكون التبرع بموافقة الشخص قبل وفاته أو بموافقة ورثته من بعده.
• التأكد الطبي من الوفاة الحقيقية قبل النقل، وفقًا للمعايير الطبية المعترف بها.
• أن يكون النقل بقصد مشروع، مثل العلاج أو إنقاذ حياة مريض دون إساءة استخدام.
هكذا يظل التبرع بالأعضاء بعد الوفاة جائزًا ومشروعًا شرعًا، ما دام استوفى شروطه، وأصبح يُنظر إليه كوسيلة سامية لتحقيق الرحمة بين البشر وإنقاذ حياة من هم بأمس الحاجة
ما ينفع المسلم بعد الموت؟
اتفق العلماء على أن الإنسان بعد موته ينقطع عمله الدنيوي، فلا يزيده شيء إلا ما قدمه في حياته من أعمال صالحة، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هناك أعمالًا يستمر أجرها للميت حتى بعد وفاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”
(رواه مسلم)
أهم ما ينفع المسلم بعد موته:
1. الصدقة الجارية:
مثل بناء مسجد، أو حفر بئر، أو وقف خيري دائم ينتفع به الناس.
2. العلم النافع:
كتعليم علم شرعي أو دنيوي مفيد، أو تأليف كتب ينتفع بها المسلمون، أو نشر معرفة نافعة.
3. الولد الصالح الذي يدعو له:
أن يكون للإنسان أبناء صالحون يذكرونه بالدعاء والاستغفار.
4. الدعاء والاستغفار له:
فدعاء الأحياء للميت بالرحمة والمغفرة يصل إليه وينفعه.
5. الحج والعمرة عنه:
يجوز أداء الحج أو العمرة عن المتوفى إذا لم يكن قد أداهما في حياته، ويصل ثوابه إليه.
6. الصدقة عن الميت:
يمكن لأهله أن يتصدقوا عنه، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك حين سأله أحد الصحابة.
7. قراءة القرآن وإهداء الثواب له:
جمهور العلماء أجازوا قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت، مع اختلاف يسير بين الفقهاء