تصل إلى 10 ألاف دولار.. مكافآت للموظفين الذين يراعون صحتهم فى العمل

في عالم الأعمال الحديث، لم تعد الصحة الجسدية والنفسية للموظفين مجرد رفاهية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجية الشركات للحفاظ على إنتاجية عالية وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. ومن أبرز الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، تقديم مكافآت للموظفين الذين يعتنون بصحتهم، سواء من خلال ممارسة الرياضة أو تحسين عاداتهم الغذائية أو حتى الاهتمام بصحتهم النفسية.
شركات تكافئ الموظفين على العادات الصحية
تتبنى العديد من الشركات برامج تحفيزية تشجع الموظفين على تبني نمط حياة صحي. على سبيل المثال، تقدم شركة التأمين الأمريكية MAPFRE تطبيقًا صحيًا بالتعاون مع Virgin Pulse، يتيح للموظفين تتبع عاداتهم الصحية مثل النوم والتأمل والمشي. ويحصل المشاركون على مكافآت تصل إلى 520 دولارًا سنويًا، تُخصم من أقساط التأمين الصحي، بالإضافة إلى 100 دولار ربع سنويًا كمكافآت إضافية، وفق موقع bluecrossma.

أيضاً شركة "Whoop" الأمريكية، المتخصصة في تكنولوجيا الصحة، تقدم مثالًا بارزًا على هذا الاتجاه. تمنح الشركة موظفيها مكافآت مالية مقابل الحفاظ على عادات نوم صحية، مما يعكس التزامها بتعزيز الرفاهية العامة للموظفين. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة بيئة عمل داعمة تشمل مناطق للاسترخاء والتأمل، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية للموظفين.
كما تقدم شركات مثل "Salesforce" و"Adobe" برامج رفاهية شاملة تشمل صالات رياضية داخلية، دروس لياقة بدنية، غرف تأمل، وخيارات غذائية صحية. تهدف هذه البرامج إلى تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتقليل مستويات التوتر بين الموظفين.
من جهة أخرى، تقدم شركة YuLife البريطانية نظامًا فريدًا حيث يكسب الموظفون "YuCoins" عند ممارسة أنشطة صحية مثل المشي أو التأمل، ويمكنهم استبدال هذه العملات بقسائم شراء من متاجر معروفة
شركة "HealthyWage" تقدم تحديات جماعية لفقدان الوزن، حيث يمكن للفرق التي تحقق أعلى نسبة فقدان وزن أن تفوز بجوائز مالية تصل إلى 10,000 دولار. تعتمد هذه البرامج على الالتزام المالي والتحفيز الجماعي لتحقيق أهداف صحية.
فوائد ملموسة للشركات والموظفين
تشير الدراسات إلى أن هذه البرامج لا تعود بالفائدة على الموظفين فحسب، بل تحقق أيضًا فوائد ملموسة للشركات. فوفقًا لتقرير نشره موقع SmartBrief، فإن أكثر من 90% من المؤسسات التي تقدم برامج صحة وعافية لاحظت انخفاضًا في تكاليف الرعاية الصحية وزيادة في الإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين.
كما أظهرت دراسة أخرى أن 94% من الموظفين سيكونون أكثر استعدادًا للاستثمار في صحتهم إذا قدمت شركاتهم تعويضات عن نفقات اللياقة البدنية، مثل اشتراكات النوادي الرياضية أو برامج إنقاص الوزن.
تحديات يجب مراعاتها
رغم الفوائد العديدة، إلا أن هناك تحديات يجب على الشركات الانتباه لها. فبعض الموظفين قد يشعرون بالضغط للمشاركة في هذه البرامج، خاصة إذا كانت مرتبطة بمكافآت مالية أو تقييمات أداء. كما أن مشاركة البيانات الصحية قد تثير مخاوف تتعلق بالخصوصية. لذلك، من المهم أن تكون المشاركة في هذه البرامج طوعية، مع ضمان سرية المعلومات الشخصية.
تُظهر التجارب أن تقديم مكافآت للموظفين الذين يعتنون بصحتهم يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لتحسين صحة الموظفين وزيادة رضاهم الوظيفي، مع تحقيق فوائد ملموسة للشركات. ومع ذلك، يجب تصميم هذه البرامج بعناية لضمان شموليتها واحترام خصوصية الموظفين، مما يضمن تحقيق التوازن بين الفوائد الصحية والاعتبارات الأخلاقية.