علي الأزهري : الإسلام كفل كرامة الإنسان .. وحدد ضوابط الحرية والحقوق
أكد الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن الإسلام جاء برسالة سماوية تحفظ كرامة الإنسان، بعد أن كانت مُهانة ومهدرة في كثير من الحضارات والديانات السابقة على بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح الأزهري، خلال لقائه ببرنامج "علامة استفهام"، أن من أولى المبادئ التي رسخها الإسلام هي أن لكل إنسان مكانته وحقوقه التي لا يجوز المساس بها، مشيرًا إلى أن هذا التكريم الإلهي شمل جميع البشر دون تمييز.
حرية المعتقد مكفولة
وفي سياق حديثه، شدد الأزهري على أن الإسلام منح الإنسان حرية اختيار دينه، مصداقًا لقوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، مؤكدًا أن هذه الحرية ليست مطلقة وإنما مقيدة بضوابط تحمي المجتمع وتحافظ على نظامه العام.
وأضاف أن الشريعة الإسلامية رسمت الأطر التي تنظم حياة الأفراد، بحيث لا تتعارض حرية الفرد مع مصالح المجتمع، فالإسلام لا يعترف بحرية تؤدي إلى الفوضى أو تضر الآخرين، بل يوازن بين الحرية الفردية والمصلحة العامة.
الإسلام أرسى مبدأ الشورى
وتحدث الأزهري عن أحد أبرز الحقوق التي كفلها الإسلام وهو حق اختيار الحاكم، موضحًا أن مبدأ الشورى يعد ركيزة أساسية في نظام الحكم الإسلامي، حيث يُشرك الناس في اختيار من يتولى أمرهم، بما يحقق العدل ويحفظ مصالح الأمة.
النفقة واجب على الرجل
وفي جانب آخر من حديثه، بيّن الدكتور علي الأزهري أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في العديد من الحقوق والواجبات، غير أنه جعل النفقة واجبًا شرعيًا على الرجل، حتى لو كانت زوجته من أغنى نساء العالم.
وأوضح أن هذا التشريع جاء لتحقيق مبدأ القوامة، الذي يقوم على الرعاية والإنفاق وليس على التحكم أو الاستبداد، مؤكداً أن نفقة الرجل على زوجته واجب ديني لا يسقط مهما بلغت مكانتها المالية.
ضمان العدالة الاجتماعية
واختتم عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، حديثه بالتأكيد على أن الإسلام وضع منظومة متكاملة لضمان الحقوق بين الناس، ومنع تغول القوي على الضعيف، وذلك من خلال تشريعات دقيقة تحفظ التوازن والعدالة داخل المجتمع.
وشدد: "الإسلام لم يترك أمور الحقوق للهوى أو القوة، بل وضع لها ضوابط شرعية دقيقة، فالقانون الإلهي يحفظ حق كل فرد، ويضمن عدم الاعتداء أو الظلم، ويؤسس لمجتمع يقوم على العدل والمساواة".
