تحذير العبث بالثوابت.. علي الأزهري: "حدود الله" لا تخضع للأهواء

علق الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على التصريحات المثيرة التي أطلقها الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بشأن قضايا الحجاب وأحكام المواريث، والتي أثارت جدلًا واسعًا على الساحة الدينية والمجتمعية.
وخلال حواره في برنامج "علامة استفهام"، الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، شدد الأزهري على أن الحرية الفكرية لها ضوابطها الشرعية، مؤكدًا:"أول مبدأ في الحرية هو قوله تعالى: (تلك حدود الله)، فلا يجوز بأي حال أن يتم التلاعب أو التعديل في الأمور القطعية التي نص عليها الدين، تحت ستار حرية الرأي أو الفكر".
وأشار إلى أن ما هو ثابت بنص قطعي الدلالة والثبوت، كأحكام الميراث، لا يقبل الاجتهاد أو التغيير وفقًا للأهواء الفردية.
نصوص الميراث قطعية
في ذات السياق، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا رسميًا، أكد فيه أن نصوص الميراث في الشريعة الإسلامية قطعية الثبوت والدلالة، ولا يجوز الاجتهاد في تعديلها أو تعطيلها.
وأوضح المركز أن الدعوة إلى "تدين شخصي" منفصل عن تعاليم الإسلام الثابتة، هو نوع من التعدي على الشرع الحنيف، ومحاولة لصناعة "قانون فردي"، مما يعد افتئاتًا خطيرًا على سلطة ولي الأمر، ويُمهّد الطريق لإعادة إنتاج الفكر التكفيري المتطرف.
وجاء في البيان أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يتم عبر المؤسسات العلمية المتخصصة، لا عبر المنصات الإعلامية أو الاجتهادات الفردية التي تفتقر إلى التأصيل الشرعي والعلمي.
تهديد الفكري والمجتمعي
وحذر البيان بشدة مما أسماه "الجريمة الفكرية"، موضحًا أن إثارة صدمة جماهيرية عبر الاستدلالات المغلوطة أو تزييف الأحكام الشرعية، سواء بتحريم الحلال أو تحليل الحرام، يهدد الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي.
وأشار الأزهر إلى أن الشحن السلبي المنهجي تجاه تعاليم الدين، والتشكيك في الأحكام الشرعية تحت دعاوى معاناة المجتمع أو قضاياه اليومية، يمثل خطرًا داهمًا يُغذي التطرف والانحراف السلوكي، وينذر بآثار اجتماعية خطيرة.

مروجي الأفكار المغلوطة
اختتم مركز الأزهر بيانه بالتأكيد على ضرورة التصدي لمحاولات تزييف المفاهيم الدينية، ومحاسبة كل من يروّج أو يدعو إلى الانحراف عن النصوص الشرعية القطعية.
وشدد على أن الانتقاء المتعمد للأحكام الشرعية وتوظيفها بطريقة تخدم أجندات فكرية مشبوهة، يعد من الجرائم الفكرية والمعرفية التي تهدد كيان المجتمع وقيمه.