عالم أزهري: الحرية الشخصية للفنان لا تعني تجاوز العادات والتقاليد
علّق الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على الجدل المثار مؤخرًا حول إطلالة الفنان محمد رمضان في أحد العروض المسرحية، والتي أثارت انتقادات واسعة بسبب ارتدائه ملابس وصفها البعض بأنها "غير مألوفة".
وخلال لقائه ببرنامج "علامة استفهام"، قال الأزهري:"مساحة الحرية الشخصية لا ينبغي أن تصل إلى ارتداء ملابس تخالف العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في مجتمعنا، فهناك فرق بين حرية التعبير وبين تجاوز الحدود الأخلاقية والثقافية التي نحترمها جميعًا".
وأوضح أن المجتمعات العربية والإسلامية تنظر بعين الاعتبار للعادات والتقاليد كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية، وأن أي تجاوز لهذه القيم قد يسبب حالة من الغضب أو الاستياء العام.
الباحث عصام الزهيري
في المقابل، أبدى الكاتب والباحث في التراث الإسلامي عصام الزهيري رأيًا مختلفًا، معتبرًا أن الانتقادات التي طالت محمد رمضان جاءت مبالغًا فيها.
وأشار الزهيري إلى أن الفنان لم يرتد ملابس "مخالفة صريحة" بحسب رؤيته، وأن حتى لو اختار ملابس غير تقليدية أو "غريبة" في نظر البعض، فذلك يدخل في إطار الحرية الشخصية التي يجب احترامها.
وأضاف الزهيري:"في النهاية، لكل إنسان الحق في أن يرتدي ما يشاء طالما لا يتسبب في ضرر مباشر للآخرين، ولا يفرض سلوكياته على المجتمع بالقوة".
زمن الفن الجميل
في سياق متصل، أشار الدكتور علي محمد الأزهري إلى أن ارتداء ملابس غير تقليدية في الأعمال الفنية ليس أمرًا جديدًا، مستشهدًا بعدد من نجوم الزمن الجميل الذين جسدوا أدوارًا كوميدية تطلبت ارتداء ملابس نسائية، مثل الفنانين الكبار فؤاد المهندس، سمير غانم، وإسماعيل ياسين.
وأوضح الأزهري أن الفارق بين هذه الأمثلة وما يحدث حاليًا هو السياق، حيث كانت تلك المشاهد تأتي ضمن حبكة درامية واضحة ومبررة فنيًا، وليس بهدف إثارة الجدل أو كسر القواعد الاجتماعية بغرض لفت الانتباه.
الحاجة إلى التوازن
اختتم الأزهري حديثه بالتأكيد على أن الحرية الشخصية لا تعني الانفلات أو التجاوز، بل يجب أن تكون مقترنة بالمسؤولية تجاه المجتمع وقيمه.
كما دعا إلى تعزيز الوعي لدى الفنانين والمبدعين بأهمية احترام البيئة الثقافية التي يعيشون فيها، مع الإبقاء على مساحة مقبولة من حرية التعبير الفني دون المساس بثوابت المجتمع.
