عاجل

دراسة حديثة: ارتفاع الدهون في الجسم قد يزيد خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في اكتشاف علمي لافت يعيد رسم العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية، كشفت دراسة حديثة أن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وخصوصًا في مناطق مثل الساقين، والمنطقة الجينوية، والرأس، قد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتزايد أعراض القلق والاكتئاب.
ويعزز هذا الاكتشاف الفرضية التي تربط بين العمليات الأيضية واضطرابات الصحة النفسية، مما يسلط الضوء على أهمية تناول الجوانب الجسدية عند دراسة مشكلات القلق والاكتئاب.

نتائج مفاجئة

نشرت الـ دراسة نتائجها في دورية "Nature Metabolism" المرموقة بتاريخ 15 أبريل 2025، مشيرة إلى أن التأثير كان أكثر وضوحًا بين الرجال والأشخاص الذين يصنفون ضمن فئتي منخفضي الوزن أو زائدي الوزن.
ويأتي هذا في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا ملحوظًا في معدلات السمنة والاضطرابات النفسية، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهم الأسباب البيولوجية لهذه الظواهر الصحية المترابطة.

كيف تساهم الدهون في تعزيز الشعور بالقلق؟

أوضح فريق بحث الـ دراسة أن التوتر النفسي يؤدي إلى تنشيط عملية تحلل الدهون المخزنة في الخلايا الدهنية، وهي عملية ينتج عنها إطلاق جزيئات دهنية تحفز إنتاج هرمون يُعرف باسم GDF15 من الخلايا المناعية الموجودة داخل الأنسجة الدهنية.
يقوم هذا الهرمون بإرسال إشارات إلى الدماغ تعمل على إثارة الشعور بالقلق، مما يربط مباشرة بين تفاعلات التمثيل الغذائي وبين الاضطرابات النفسية.

وفي هذا السياق، قال البروفسور غريغوري ستينبرغ، المؤلف الرئيس لـ الدراسة وأستاذ الطب بجامعة ماكماستر:
"إن فهم العلاقة الدقيقة بين الأنسجة الدهنية والقلق يفتح أمامنا مسارات جديدة للبحث العلمي ولابتكار علاجات أكثر فاعلية."

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تجارب مخبرية دقيقة تدعم النتائج

اعتمدت الدراسة على سلسلة من التجارب المخبرية التي أجريت على نماذج من الفئران، حيث خضعت لاختبارات سلوكية متخصصة لرصد أعراض القلق، إلى جانب تحليلات جزيئية معقدة لدراسة النشاط الأيضي داخل الأنسجة الدهنية.
وأظهرت النتائج وجود ارتباط مباشر بين التغيرات الأيضية في الخلايا الدهنية وبين تصاعد مظاهر القلق، ما يعزز من مصداقية الفرضية التي تربط الصحة النفسية بالتمثيل الغذائي.

وأكد لوغان تاونسند، الباحث الأول وزميل ما بعد الدكتوراه بجامعة ماكماستر: "نعمل حاليًا على استكشاف استراتيجيات علاجية مبتكرة تستهدف هذه المسارات الأيضية، مما قد يمهد الطريق أمام تطوير علاجات جديدة لاضطرابات القلق."

آفاق جديدة للعلاج عبر استهداف المسارات الأيضية

يشير الباحثون إلى أن هناك عدة شركات أدوية تطور بالفعل مركبات دوائية تهدف إلى تثبيط نشاط هرمون GDF15، وذلك في إطار العلاجات الموجهة لمكافحة أنواع معينة من السرطان.
وهذا التقدم العلمي قد يفتح الباب أمام إمكانية إعادة توظيف هذه العلاجات في التصدي لاضطرابات القلق، عبر مقاربة تركز على التحكم في التفاعلات الأيضية المؤثرة على الصحة النفسية.

ومع تزايد الحاجة إلى علاجات مبتكرة قادرة على التعامل مع الطبيعة المعقدة والمتعددة العوامل لاضطرابات القلق والاكتئاب، تبدو هذه النتائج واعدة للغاية، ومن شأنها أن تدفع عجلة الأبحاث نحو أفق أوسع وأكثر شمولاً في فهم العلاقة العميقة بين الجسم والعقل.

تم نسخ الرابط