عاجل

تحذير مبكر.. علامات الخرف والزهايمر قد تبدأ في الظهور منذ العشرينات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لطالما ارتبط الحديث عن الخرف ومرض الزهايمر بمراحل متأخرة من العمر، حيث كانت الأبحاث تركز تقليديًا على الأشخاص فوق الخمسين عامًا.

 إلا أن دراسة جديدة نشرتها مجلة "لانسيت" قلبت هذه الفرضيات رأسًا على عقب، مشيرة إلى أن المؤشرات الأولى لـ “الزهايمر” قد تبدأ في الظهور منذ العشرينات والثلاثينات من العمر، مما يستدعي إعادة النظر في طرق الوقاية والفحص المبكر.

مؤشرات مبكرة مقلقة

بحسب الدراسة، فإن بعض التغيرات الدقيقة في وظائف الدماغ، التي قد تُمهد لاحقًا للإصابة بـ “الزهايمر”، يمكن ملاحظتها لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 24 و44 عامًا، خصوصًا أولئك الذين يعانون من عوامل خطر معروفة. وشملت عوامل الخطر هذه ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكوليسترول، قلة ممارسة النشاط البدني، زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI)، إضافة إلى المستوى التعليمي والجنس.

وفي تحذير صريح، أوضح الباحثون أن هذه العوامل، المرتبطة عادةً بأمراض القلب والأوعية الدموية، ترتبط أيضًا بتراجع الأداء الإدراكي حتى قبل بلوغ منتصف العمر، مما يشير إلى أن الخطر لا يقتصر فقط على التقدم في السن.

نتائج دراسات طويلة الأمد

استند الباحثون إلى تحليل بيانات موجتين من دراسة طويلة الأمد انطلقت في التسعينيات، تابعت الحالة الصحية والنفسية لمراهقين حتى وصولهم إلى منتصف الأربعينات. وقد أظهرت النتائج أن أولئك الذين لديهم قابلية وراثية أو بيئية للإصابة بالخرف أحرزوا نتائج أقل في اختبارات الذاكرة والقدرات المعرفية مقارنة بغيرهم.

وتقول أليسون أييلو، الباحثة الرئيسية من جامعة كولومبيا: "لطالما كان تركيز الأبحاث منصبًا على فئات عمرية متقدمة، لكن نتائجنا تكشف أن آثار عوامل الخطر تبدأ في التأثير على الدماغ في مراحل عمرية مبكرة بشكل مقلق."

بين صحة القلب وسلامة الدماغ

وأشارت الدراسة أيضًا إلى ارتباط مؤشرات بيولوجية معينة - مثل ارتفاع مستويات بروتينات "أميلويد بيتا" و"تاو"، المعروفة بتشكيل لويحات وتشابكات في أدمغة المصابين بـ الزهايمر - بتراجع الوظائف الدماغية حتى في الأربعينات أو ما قبلها.

إضافة إلى ذلك، رصد الباحثون تأثير صحة القلب والمناعة على كفاءة الدماغ، مما يعزز النظرية التي تربط بين الأمراض القلبية وتدهور الوظائف الإدراكية.

دعوة إلى تغيير مبكر في نمط الحياة

وتؤكد هذه النتائج الحاجة الماسة إلى تبني أساليب وقاية جديدة من الزهايمر تبدأ من سن مبكرة، عبر الاهتمام بالنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على مستويات صحية لضغط الدم والكوليسترول، فضلاً عن متابعة الوزن والتعليم المستمر.

كما دعت الدراسة إلى التفكير بإجراء فحوصات واختبارات معرفية دورية للوقاية من  منذ العشرينات للذين لديهم عوامل خطر معروفة، بهدف الكشف المبكر عن أي تغيرات دقيقة قد تكون قابلة للعلاج أو الإبطاء.

وفي ظل التوقعات بارتفاع أعداد المصابين بالخرف والزهايمر عالميًا خلال العقود المقبلة، تشدد هذه النتائج على أن الوقاية لم تعد خيارًا بل ضرورة حتمية تبدأ من الشباب.

تم نسخ الرابط