خالد حمادة: إسرائيل تسعى للاستفادة من الخلافات المتزايدة بين لبنان وإيران
أكد العميد خالد حمادة، مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات، أن إسرائيل تسعى للاستفادة من الخلافات المتزايدة بين لبنان وإيران في الجنوب اللبناني، لزيادة التصعيد العسكري والأمني في المنطقة.
وأوضح حمادة أن هذا التوتر الإقليمي يُشكل تهديدًا مستمرًا للاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة ككل.
الخلافات بين لبنان وإيران
أوضح العميد حمادة، في مداخلة هاتفية على قناة النيل للأخبار، أن إسرائيل تستثمر بشكل كبير في الخلافات السياسية والعسكرية القائمة بين لبنان وإيران، قائلاً: «إسرائيل تسعى إلى تقوية موقفها الأمني والعسكري من خلال تعزيز الانقسامات بين الأطراف المختلفة في لبنان، خاصة تلك المتعلقة بعلاقة لبنان بإيران»، إذ أن إسرائيل ترى في هذا التوتر فرصة لزعزعة استقرار المنطقة، وزيادة الضغوط على إيران وحزب الله في الجنوب اللبناني.
وأضاف أن إسرائيل تستخدم هذه الخلافات كوسيلة لتوسيع نفوذها في المنطقة، حيث يمكنها زيادة تأثيرها العسكري من خلال عمليات محدودة أو ضربات استباقية ضد أهداف إيرانية أو حلفاء إيران في لبنان، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق تفوق أمني إسرائيلي طويل الأمد في الجنوب اللبناني.
الجنوب اللبناني
تناول العميد خالد حمادة الأوضاع في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن المنطقة باتت نقطة اشتعال محتملة بين إسرائيل وإيران، إذ أن أي تصعيد في الجنوب قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في لبنان، خصوصًا في ظل التوترات السياسية والعسكرية بين إيران وحلفائها في لبنان من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، موضحًا أن الجنوب اللبناني أصبح ساحةً للعديد من الصراعات الإقليمية، مما يهدد استقرار لبنان بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.
وأكد حمادة أن الأوضاع في الجنوب اللبناني تشكل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي، وأن التصعيد العسكري قد يكون له تداعيات خطيرة على لبنان والدول المجاورة، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بمراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء أي تصعيد محتمل.
الاستفادة الإسرائيلية
أضاف حمادة أن إسرائيل تستفيد أيضًا من الانقسامات السياسية الداخلية في لبنان، حيث تسهم الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية في تعزيز تأثير إسرائيل على الأوضاع هناك، مبينًا أن هذا الصراع الداخلي في لبنان يعيق قدرة الحكومة اللبنانية على اتخاذ مواقف موحدة في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية والإيرانية، مما يجعل لبنان أكثر عرضة للاستهداف من قبل إسرائيل.
كما أكد حمادة أن الوضع السياسي المتأزم في لبنان يسهم في تفاقم التوترات في المنطقة، ويزيد من فرص إسرائيل في تصعيد الأوضاع الأمنية بما يخدم مصالحها.
قناة النيل للأخبار
ضرورة التنسيق الإقليمي
في ختام مداخلته، شدد العميد خالد حمادة على أهمية التنسيق الإقليمي بين لبنان ودول المنطقة لمواجهة التحديات الأمنية في الجنوب اللبناني، مشددًا على أن استقرار لبنان يعتمد بشكل كبير على التفاهمات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى منع التصعيد العسكري والحفاظ على الأمن في المنطقة.
كما دعا إلى زيادة التعاون بين الأطراف المعنية لضمان ألا تتحول الخلافات الإقليمية إلى صراعات مفتوحة تؤثر سلبًا على استقرار المنطقة ككل، لافتًا إلى أن الحلول الدبلوماسية والجهود الإقليمية هي السبيل الوحيد لتجنب التصعيد العسكري وضمان الأمن والسلام في الجنوب اللبناني والمنطقة بأسرها.
