ترك إسرائيل في وهم الانتصار
وثائق إسرائيلية تكشف خدعة السنوار من «حارس الأسوار» إلى «طوفان الأقصى»

كشفت وثائق إسرائيلية رُفعت عنها السرية حديثًا خديعة يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وكيف استغل ثقة إسرائيل المفرطة عقب عملية "حارس الأسوار" عام 2021 للتحضير لهجوم 7 أكتوبر.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فبينما أعلن الجيش الإسرائيلي – آنذاك، أن شبكة أنفاق حماس قد تعرضت لأضرار جسيمة، أظهرت مذكرات داخلية من الحركة خلاف ذلك، حيث اعتبرت قيادة حماس أن العملية كانت بمثابة انتصار لها.
وتُركت تل أبيب في وهم الانتصار، بينما كانت الحركة تخطط لهجوم أحداث السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى".

وثاق إسرائيلية: تكشف خدعة السنوار
أشارت الصحيفة، إلى أن المراسلات تُظهر أن يحيى السنوار، القائد العسكري لحماس آنذاك، استغل الهدنة التي أعقبت معركة 2021 لإيهام إسرائيل بالاطمئنان، بينما كانت الحركة تخطط بعناية لهجمات أكتوبر.
ووفقًا للتقرير، تكشف الوثائق عن "استراتيجية مدروسة" هدفت إلى استغلال نقاط الضعف الداخلية في إسرائيل ودفعها نحو الانهيار من الداخل.
وفي رسالة إلى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، كتب السنوار:
"من المرجح أن هذه الخطوة، التي قد تكون مقبولة لدى معظم دول العالم، لن تكون مقبولة لدى الاحتلال [إسرائيل]، مما سيؤدي إلى مزيد من عزلتها وانقسامها الداخلي وربما حرب أهلية."
في المقابل، كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى نجاح تكتيكي كبير. فخلال تلك الفترة، قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني جانتس، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، العملية كنجاح استراتيجي ساحق، مما عزز شعورًا بالثقة لدى إسرائيل.
إلا أن الوثائق أظهرت أن هذا الشعور كان زائفًا، إذ تمكنت حماس من استغلاله لتوسيع عملياتها والإعداد لهجمات لاحقة.
خدعة حماس من حارس الأسوار لطوفان الأقصى
وتشير الوثائق أيضًا إلى أن حماس أكدت لقادة إقليميين، من بينهم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، أن شبكة أنفاق غزة (المعروفة بـ"المترو") لم تتعرض إلا لأضرار طفيفة، وأن إصلاحها سيتم سريعًا.
ويبرز التقرير أن الفجوة بين التصورات الإسرائيلية والواقع الميداني وفرت لحماس فرصة لتعزيز بنيتها التحتية العسكرية، في وقت استمرت فيه إسرائيل بالاعتماد على تقديرات غير دقيقة، مما خلق شعورًا زائفًا بالأمن.