ما حكم الاحتفال بعيد الحب؟.. دار الإفتاء توضح

مع اقتراب عيد الحب 2025، يتساءل الكثيرون عن موقف الإسلام من الاحتفال بهذه المناسبة، وهل الحب في الأساس حلال أم حرام؟
دار الإفتاء المصرية أكدت في ردها أن الحب في ذاته ليس محرمًا، بل هو قيمة إنسانية نبيلة دعا إليها الإسلام، لكن الأهم هو عدم الخلط بين الحب المشروع والعلاقات التي تتجاوز الحدود الشرعية.
الحب في الإسلام.. معنى سامٍ ومبدأ أصيل
أوضحت دار الإفتاء أن الإسلام يعترف بالحب كمفهوم سامٍ يشمل محبة الله، ومحبة الرسول، وحب الخير للناس، والتآخي بين البشر، حيث قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ" (البقرة: 165)،
وقال النبي ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي" (رواه مسلم).
وبذلك، فإن الإسلام لا يرفض الحب، بل يشجع المشاعر الصادقة التي تبني المجتمعات على أسس المودة والتراحم.
متى يكون الحب حلالًا أو حرامًا؟
أشارت دار الإفتاء إلى أن الحب بين الرجل والمرأة ليس محرمًا في حد ذاته، لكن الإسلام وضع له ضوابط تحمي الأفراد والمجتمع، فجعل الزواج هو الإطار المشروع للتعبير عن هذه المشاعر، وحذّر من العلاقات التي تقوم على التجاوزات الشرعية أو اللهث وراء الشهوات بدعوى الحب.
وقد جاء في الحديث الشريف: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا" (أخرجه الخطيب البغدادي)، وهو ما يشير إلى أهمية الصبر والعفة في المشاعر التي لا يمكن تتويجها بالزواج.
هل يجوز الاحتفال بعيد الحب؟
أما عن الاحتفال بعيد الحب، فلم تصدر دار الإفتاء فتوى بتحريمه، لكنها أكدت على ضرورة الالتزام بالقيم الإسلامية وعدم الانجراف وراء الممارسات المخالفة للشرع. فالتعبير عن الحب مباح ما دام في حدود الأدب والاحترام، ولا يُشجّع على تجاوز الضوابط الدينية أو الاجتماعية.
واعلموا أن الحب ليس حرامًا، بل هو قيمة نبيلة في الإسلام، كما أن العلاقات بين الجنسين يجب أن تكون منضبطة وفق التعاليم الشرعية، والزواج هو الطريق الصحيح لإظهار الحب.
كما أن الاحتفال بعيد الحب جائز بشرط عدم الوقوع في ممارسات تخالف الأخلاق الإسلامية.