عاجل

مخرج فيديو الأهرامات: مستر بيست أصابته لعنة الفراعنة وكان يرغب في تسلق قمة الأهرامات.. ونناقش مشروع جديد |حوار

مستر بيست وزاهي حواس
مستر بيست وزاهي حواس

أثار فيديو صانع المحتوى الأمريكي مستر بيست في الأهرامات دهشة العالم، حيث جلب معه مغامرات غير مسبوقة في مواقع تاريخية، ولم يكن الهدف فقط تقديم محتوى ممتع، بل كان للفيديو دور كبير في إبراز عظمة الحضارة المصرية للعالم، هذه الحلقة أثارت ضجة ضخمة على مستوى العالم، وحققت مشاهدات غير مسبوقة وصلت إلى 50 مليون مشاهدة في 24 ساعة فقط، مما جعلها واحدة من أكثر الفيديوهات تأثيرًا في تاريخ مستر بيست.

أما الآن، ففي هذا الحوار، يكشف رامي روماني مخرج الفيديو عن كواليس هذا المشروع الضخم، وكيف تم التخطيط له، التحديات التي واجهوها أثناء التصوير، وكيف تمكنوا من جذب انتباه العالم إلى جمال مصر وآثارها.

ما الفكرة الأساسية التي ألهمتك لصناعة هذه الحلقة؟


أنا مصري أبًا عن جد، وعشت في مصر طوال عمري، حتى سافرت إلى أمريكا منذ فترة، وأنتجت وأخرجت برامج كثيرة مثل أمازون وآبل ونتفليكس وتعاونت أيضًا مع مستر بيست، وشغفي بالمحتوى الذي يعرض مصر بشكل إيجابي هو الذي دفعني لتنفيذ هذه الفكرة، وكنت أرغب في أن يرى العالم والأطفال جمال الحضارة المصرية وأثرها الكبير ومدى أهميتها للعالم، ولذلك أقنعت مستر بيست، فقد كنت أعتقد أن الفيديو سيكون فرصة رائعة لإظهار مصر للعالم.

كيف كانت رحلتك في تطوير السيناريو، وهل خضع الفيديو لتعديلات كبيرة أثناء التصوير؟


في أكتوبر 2024، بدأنا التحضيرات مع مستر بيست، وكان الهدف في البداية أن يتم تصوير جزء من الفيديو في مصر، ولكن مع مرور الوقت أصبح من الواضح أن الفيديو كله يجب أن يُصوّر هنا، لذلك رسمت سيناريو لفيديو كامل لإقناع مستر بيست وفريقه بالأماكن التي ممكن التصوير بها والمغامرات الكثيرة التي سنخوضها، ثم تم تعديل بعض التفاصيل أثناء التصوير بناءً على الأحداث غير المتوقعة، فطريقة مستر بيست في التصوير تتسم بالمرونة والتفاعل مع المواقف فهو يتعامل بطبيعته، ولذلك كان السيناريو يتغير طوال الوقت وكان تلقائيًا وغير مكتوب بالتفصيل خاصة أن هناك أماكن كنا لا نعرف إذا سنستطيع دخولها أم لا لأنها قد تشكل خطوة على الأثر وكانت تحتاج إلى تأمينها حتى لا تتأثر.

 

تحديات تصوير فيديو مستر بيست في الأهرامات 

ما التحديات التي واجهتها أثناء التصوير، وكيف تغلبت عليها؟


كانت هناك العديد من التحديات، خاصة من الناحية اللوجستية في مصر، فالإجراءات البيروقراطية كانت من أكبر العوائق، لكن لحسن الحظ، تغير الوضع بشكل كبير بفضل الجهات المعنية مثل مدينة الإنتاج الإعلامي، التي أسست شركة "Egyptian Film Commission" لتكون المسؤولة عن جميع التصاريح وتخاطب جميع الجهات، ولذلك كان استخراج التصاريح أمر سهل على عكس السابق.

ولكن كان من أبرز الأمور التي ساعدتنا بشكل غير تقليدي أن مدينة الإنتاج الإعلامي أرسلت طائرة هليكوبتر دون مقابل لتظهر جمال الهرم من فوق، ولتكون في خدمتنا في المراحل الأولى من التصوير، وهو ما سهل لنا التحرك والوصول إلى الأماكن المخصصة بكل سهولة، وجعل الأمور أكثر مرونة.

أما من التحديات الذهنية والبدنية، كانت كبيرة أيضًا، مثل التصوير في الأماكن ذات الأوكسجين المنخفض مثل مقبرة أوزيريس والهرم الكبير، حيث نزلنا أسفل الهرم بنحو 300 قدم، وكان هناك مياه جوفية في نفق أوزيريس من خلال السباحة بها نرى المقبرة.

هل هناك مشاهد تم حذفها أثناء المونتاج، ولماذا؟


بالطبع، تم حذف العديد من المشاهد أثناء المونتاج، تم تقليص الفيديو من 100 ساعة تصوير إلى 20 دقيقة فقط. ولكن حذف المشاهد لم يكن بسبب ضعفها، بل بهدف إبراز اللحظات الأكثر تشويقًا ومتعة للمشاهدين.

هل كنت تتوقع هذا التفاعل من الجمهور والنقاد؟


بصراحة، كنا نتوقع أن يكون الفيديو من أقوى الفيديوهات في تاريخ مستر بيست، ولكنه فاق توقعاتنا، الفيديو حقق مشاهدات ضخمة، وحدثني أمس مستر بيست وأخبرني أن الفيديو من الممكن أن يكون أعلى نسبة مشاهدة في تاريخه ومن المتوقع أن يصل إلى 300 مليون مشاهدة قريبًا وهي مشاهدات تحدث للمرة الأولى في مصر.

كيف كان التعامل مع مستر بيست وفريقه أثناء التصوير؟


مستر بيست وفريقه كانوا على طبيعتهما تمامًا كما يظهرون في الفيديوهات، جيمي، هو شخص لطيف، ومرح، ويميل دائمًا إلى المزاح والضحك مع الجميع، وكان الجو دائمًا خفيفًا ومريحًا، وهذا يميزهم عن الكثير من الفرق الأخرى. سواء في المواقف الجادة أو المرح، كانوا دائمًا كما يظهرون في الكاميرا، وهذه ميزة كبيرة في فريقه.

ما المشهد الذي كان الأكثر تحديًا في تنفيذه؟


أصعب مشهد كان في نفق أوزيريس، حيث كانت المخاطر كبيرة بسبب نقص الأوكسجين، ولكن ما جعل هذا المشهد أكثر إثارة هو اللحظة التي قرر فيها مستر بيست أن يزحف على بطنه لدخول أحد الأنفاق الضيقة في المقبرة، فربما أصابته لعنة الفراعنة مثلما نقول في مصر، حيث كان لديه شغف كبير وحب استطلاع، وأيضًا كان هناك تحدي آخر يتعلق بشركة التأمين الخاصة بمستر بيست، التي لم تكن ترغب في السماح له بالنزول إلى هذا النفق بسبب المخاطر.

هل استخدمتم تقنيات تصوير خاصة لإبراز عظمة الموقع بطريقة مختلفة؟

تكنولوجيا التصوير قد تطورت بشكل كبير، ونحن دائمًا نحاول استخدام أحدث التقنيات لكي نقدم تجربة فريدة للمشاهد، استخدمنا الطائرات الدرون والكاميرات الحديثة التي تتيح لنا الوصول إلى أماكن ضيقة، مثل الكاميرات السينمائية الصغيرة جدًا التي تتيح لنا التصوير داخل الأنفاق، وهذه الكاميرات تحتوي على تقنية الجيمبل، مما يسمح لنا بالتقاط صور في أماكن ضيقة، وكان معنا ستة مصورين، وأيضًا استخدمنا طائرة درون من نوع "إف بي في"، التي تنزل وتدخل بين المواقع، مما يعطي المشاهد إحساسًا بأنه غارق في الحدث، وكأنهم يتواجدون معنا في التصوير.

 

مشروع جديد مع مستر بيست


بعد النجاح الكبير لهذا الفيديو، هل هناك نية لتصوير فيديوهات أخرى بنفس الأسلوب أو ربما تحويله إلى سلسلة؟


الفيديو حقق نجاحًا ضخمًا وأنا أتحدث مع مستر بيست حاليًا في سيناريو جديد في مصر، ولكن لا أستطيع أن أعد بشيء، والهدف هو عرض المزيد من المواقع التاريخية، بالإضافة إلى تقديم محتوى ممتع يستعرض جمال مصر في إطار جديد.

كيف ترى تأثير هذه الحلقة على السياحة في مصر؟ وهل تلقيتم أي ردود فعل من جهات سياحية أو حكومية بعد عرضها؟

في جميع أنحاء العالم، يتمنى الجميع أن يقوم مستر بيست بزيارة لتصوير شيء يعزز السياحة، وساعدتنا هيئة تنشيط السياحة وعمرو القاضي رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي، الذين كان لديهم تطلع واضح وفهم عميق بأهمية مثل هذا المشروع لمصر.

أنا متوقع أنه في السنوات المقبلة، ستشهد أرقام السياحة زيادة ملحوظة، وسيدخل دخل كبير لمصر، والفيديو الذي شاهده العالم، والذي يملك مشاهدات ضخمة، سيعزز دخل مصر بشكل غير قابل للتصديق، فعندما يكون هناك 300 أو 400 مليون شخص يشاهدون الفيديو، وإذا قرر عشرة في المئة منهم زيارة مصر، فهذا يعني أن 40 مليون شخص سيزورون البلاد، هذا الرقم أكبر من دول مثل إسبانيا أو فرنسا، التي تمتلك أكبر نسب سياحة سنويًا، وهذا سيساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة في مصر، والفنادق الجديدة التي ستُبنى نتيجة لهذا التدفق.ليس فقط أن هذا التأثير سيكون فوريًا، بل سيستمر في النمو.

وعندما زرت باريس وشاهدت الموناليزا، كنت أشعر بأنني داخل غرفة صغيرة ليس فيها أي عظمة، لكن في مصر، طوال حياتي وأنا في الأهرامات، وكل مرة أزور المكان أشعر وكأنني أمام شيء خيالي. فعندما يأتي أحدهم لمشاهدة الأهرامات لأول مرة في حياته، لا يصدق عينيه.


ما هو أكثر تعليق أو رد فعل عالمي فاجأك بعد نشر الفيديو؟


أكثر رد فعل فاجأني هو كمية الفخر التي شعر بها المصريون، لقد شعرت بمشاعر حقيقية من السعادة والاعتزاز بمصر بعد مشاهدة الفيديو، وكنت سعيدًا جدًا لأنني استطعت أن أكون جزءًا من هذه اللحظة التاريخية

 

هل كانت لديه طلبات أو أفكار محددة أراد تنفيذها داخل الأهرامات؟

كان لديه رغبة كبيرة في تسلق الأهرامات والوصول إلى قمتها، ولكننا لم نتمكن من تنفيذ ذلك بسبب خوفنا على الآثار. هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا لأننا لا نريد ترويج السياحة بطريقة تضر بالأماكن التاريخية، لذلك حاولنا دائمًا اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الآثار، ولا نريد إتلاف أي شيء من أجل عرض الفيديو.

وفي المستقبل، نأمل أن نتمكن من تنفيذ ذلك في فيديو آخر، بحيث نتمكن من تسلق الأهرامات بطريقة آمنة وباحترام كامل للتراث المصري.

 

تم نسخ الرابط